الرعب أمر عام لهذه الأمة متى حملت راية لا إله إلا الله، وجاهدت في سبيل الله، واعتصمت بالله جل وعلا، فإنها حينئذٍ تنصر بالرعب ولو كان بينها وبين أعدائها مسيرة شهر، ولذلك فإن هذا هو سر شرعية الجهاد لنشر الإسلام وتحقيق المركز القيادي لهذه الأمة.
أما قضية هل الجهاد هجومي أو دفاعي؟ فهذه مسألة لا تعنينا الآن؛ لكن ليس صحيحاً أن المسلمين يقيمون في بلادهم فإذا هاجمهم عدو دافعوا عن أنفسهم، فالقطَّة إذا هوجمت في بيتها دافعت عن نفسها، وكل أمة من الأمم تدافع عن نفسها، لكن الأمة الإسلامية تتميز بأنها ترفع راية الجهاد ليس من أجل إكراه الناس على أن يدخلوا في الإسلام، لكن من أجل حمل الإسلام إلى الناس، ورفع الفتنة عن الناس، وإتاحة الفرصة لمن أراد أن يسلم أن يسلم، ولمن أسلم ألا يضايق ويضطهد حتى يضطر إلى الرجوع عن دينه، كما هو واقع اليوم حتى في بعض بلاد المسلمين، ففي بعض البلاد الإسلامية المحافظة يُسلم إنسان فلبيني أو كوري أو من أي جنسية أخرى ويكون مدير الشركة -أو رئيسها- نصرانياً فيظل يضطهد هؤلاء المسلمين، ويضايقهم ويجعلهم يعملون في رمضان في الشمس، ويمنعهم من أداء فريضة الحج، ويعمل كافة الوسائل حتى يضغط عليهم للرجوع عن دينهم.
فالإسلام شرع الجهاد حتى يزيل كل عقبة يمكن أن تحول بين إنسان وبين أي الإسلام، وحتى تخضع الدنيا كلها لحكم الإسلام، فإما أن يسلموا وإما أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وإلا فالسيف هو الحكم بيننا وبينهم.