فمن الآثار: فساد ذات البين، واختلاف القلوب بين المسلمين؛ وكذلك بعد الاختلاف يوجد سوء الظن، وإذا وجد سوء الظن كان هذا مدعاة إلى التجسس وتلمس الأخطاء والعيوب، ثم تأتي الغيبة وهكذا سلسلة من المعاصي يجر بعضها إلى بعض، ولذلك قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم} [الحجرات:12] ثم قال: {وَلا تَجَسَّسُوا} [الحجرات:12] ، ثم قال: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضا} [الحجرات:12] .
إذاً سوء الظن، ثم تجسس، ثم غيبة، وبطبيعة الحال كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: {يسمونها بغير اسمها} أو كما ورد، يعني: سوء الظن هذا لا يسمونه سوء ظن؛ بل يسمونه تحليل وقدرة على ربط الأحداث بعضها ببعض، وفهماً وإدراكاًَ للواقع، فهذا سوء الظن يسمى هكذا! والتجسس: يقال: إنه لمصلحة ولغرض صحيح، ومن باب التحقق والتحري ولا يسمى بالتجسس.
والغيبة: لا يسمونها غيبة إنما يسمونها تقويماً وملاحظات.
وهكذا الكذب لا يسمى كذباًً إنما يسمى تورية أو ما أشبه ذلك.
وهكذا أصبح بعض الناس يرتكبون ما حرم الله بأدنى الحيل، فهذا موجود وهو سبب في استحكام العداوة بين المؤمنين، يقول الله عز وجل: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء:53] فكم من عداوة فارت بين اثنين أو بين فئتين سببها سوء ظن، أو سوء فهم أو كلمة سيئة.