Q أنا شاب سالك طريق الحق، ولكن لدي مشكلة تتعارض مع الطريق الصحيح، وهى أنني لم أتزوج بعد، فتراودني نفسي إلى المحرمات، وتعرفون خطرها وشدتها عند الشاب، فكيف السبيل الذي يساعدني على عدم تسلطها علي، علماً بأنني لا أستطيع الزواج في الوقت الحاضر؟
صلى الله عليه وسلم سبقت الإشارة إلى إجابة هذا السؤال خلال الكلمة التي تقدمت بها، وهي الحث على غض البصر، وأنا أقول مرة أخرى: إننى لم أجد علاجاً لهذا الموضوع عند كثير من الناس أفضل من غض البصر؛ لأنه يقطع الداء من أصله، ويجعل الإنسان يوطن نفسه على عدم النظر، أما إذا أطلق الإنسان نظره -وإن كان متزوجاً أو كبيراً- فإنه والله على خطر عظيم، هذه نقطة.
النقطة الثانية فيما يتعلق بموضوع الزواج، أقول: إن هذا الموضوع من المشكلات الخطيرة التي تواجه الشباب -فعلاً- ولقد رأيت كتابة لبعض الشباب الذين يواجهون هذه المشكلة، وقد كتب إلى أحد الشيوخ يشكوا إليه ما يعاني، ليس هو فقط، بل وجموع كثيرة من الشباب، فيشير إلى أن كثيراً من الشباب - هدانا الله وإياهم- يواجهون هذه الشهوة الفطرية، ويجدون صعوبة في توفير متطلبات الزواج، من المهر إلى البيت إلى غير ذلك، فإذا حصّل الإنسان منهم مبلغاً قليلاً من المال فإنه يستغله في الإجازات وفي السفر إلى البلاد الأخرى، التي يرتع فيها الإنسان ويسرح ويمرح كما يحلو له، إننا نجد اليوم أن الكفار الذين لا يؤمنون بالإسلام؛ أصبحوا يدقون ناقوس الخطر ويشيرون إلى أن أممهم وحضاراتهم في خطر عظيم، ولا شك أنكم سمعتم بالأمراض التي انتشرت نتيجة العلاقات المحرمة التي نتجت بين الشباب والشابات في البلاد الكافرة، مما يسمى بالهربس، والإيدز، وغيرها، وهى عقوبة إلهية، ولم يعرف لها علاج، ونهايتها الوفاة، وسببها كما قالوا العلاقة الجنسية غير المشروعة، ولا يزال العلماء هناك عاجزين عن معرفة كنه هذا المرض وعلاجه.
ونقول: إنها عقوبة إلهية على هذا العمل.
وبكل أسف، فإن هذا الأمر بدأ يتسرب إلى بلاد المسلمين، وإلى شباب المسلمين، لسبب أو لآخر، ويقول هذا الشاب الذي أشرت إليه: إن أولئك الشباب الذين يغادرون بلادهم إلى تلك البلاد الإباحية، ليستمتعوا بهذه الشهوات المحرمة يكونون على حال لو رآها آباؤهم، أو أقاربهم، أو إخوانهم، لسكبوا الدماء بعد الدموع على هذا الوضع المزري الذي صار إليه حالهم.
إنهم يجلسون إلى الساعات الأخيرة من الليل، بل إلى الشمس بين الخمور والنساء، ويوزعون أموالهم بلا عد ولا ثمن، بل ويستدعي الأمر أحياناً إلى أن يتخلى الواحد منهم عن دينه بالكلية والعياذ بالله؛ لأنه يكون في بلد كافر، إما بلادٍ بوذية يعبدون بوذا، أو بلاد نصرانية، أو غير ذلك، فإذا عاش مع هؤلاء النسوة صار يحرص على مشابهتهن في كل شيء، فقد يعلق في عنقه الصليب أو غير ذلك، وقد يقسم والعياذ بالله بغير الله، وقد يفعل من الأعمال الكثير والكثير مما يتنافى مع العقيدة الإسلامية.
وهذا الخطر العظيم حَلُّهُ بعد توفيق الله في أيديكم يا أولياء الأمور، أن تتقوا الله سبحانه وتعالى وأن تدركوا أن المسئولية عليكم عظيمة وجسيمة، وأن من واجبكم العمل على تيسير هذا الأمر لشبابكم وفتياتكم، ومحاولة تقليل تكاليف الزواج بقدر الإمكان، وإذا رأى الإنسان شاباً صالحاً فليحرص على تزويجه بأقل كلفة، وهذا يقع على عاتقكم.
والله -أيها المسلمون- إن الخطر عظيم، وإنه قادم، وإن لم ندرك نحن الأمر؛ فسيحدث ما لا تحمد عقباه، وكل من رأى هذه الجموع الغفيرة من الشباب والنساء في الطرق والأسواق، أدرك أننا جميعاً على خطر، وأن من واجبنا أن نتدارك الأمر قبل ألا يمكن تداركه، والله المستعان.