قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف:103-104] .
فهؤلاء كفار قطعاً؛ لأن الله عز وجل عقب على ذلك بقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} [الكهف:105] .
ولكن يوجد في المسلم -أحياناً- شعبة من هذا، فيعمل عملاً يظن أنه على خير ويكون ممن يظن أنه يحسن صنعا، وليس كذلك، ولذلك ختم الله تعالى هذا الآيات بقوله: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف:110] .
فلابد في العمل من شرطين: أولاً: أن يكون صالحاً، وهذا يعني المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
والثاني: ألا يشرك بعبادة ربه أحداً، فلا يكون العمل من أجل الرياء، ولا من أجل السمعة، ولكن لوجه الله، وابتغاء ثواب الله، ورجاء لقائه، فلنؤمن بأن الله عز وجل قد أقام علينا الحجة بالقرآن وليس لأحد عذر؛ فقد أنزل الله عز وجل القرآن، وأقام الحجة على كل إنسان.