Q ما حكم الذي يحبس زوجته عن الأغراب، أو يحجب زوجته عن الأغراب، ولا يحجبها عن الأشقاء والجيران، علماً بأن النبي صلى الله عليه وسلم، حذر من هذا الأمر، نرجو من فضيلتكم نصيحة الشباب المسلم في هذا الشأن؟
صلى الله عليه وسلم نعم الرسول صلى الله عليه وسلم، قال كما في الصحيح: {إياكم والدخول على النساء، فقال رجل: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ -والحمو هو قريب الزوج كأخيه وابن عمه ونحو ذلك- فقال صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت} أي الحمو أخطر من الأجنبي.
وهذا ملموس في الواقع، فإن أخاك يدخل في البيت باستمرار، ويرى المرأة ويعرفها، ويسهل وجود علاقة بينهما أو إعجاب، وكثيراً ما نقرأ في القصص والأسئلة التي تقدم للعلماء والمشايخ وغيرها، والمشاكل التي تعرض أنه يوجد علاقة خفية بين الزوجة وبين أخ زوجها.
هذا كثير ما يقع، ولذلك على الإنسان يا إخوة ألا ينخدع، ولا يتساهل، بعض الناس يقول هذا من سوء الظن، لا، هذا ليس من سوء الظن، لكن هذا مراعاة ومعرفة بطبيعة الإنسان.
الإنسان بشر ضعيف لا يتمالك، بطبيعته ضعيف، ولذلك في الحديث الصحيح في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {خرج يوماً فرأى امرأة في السوق فدخل إلى زوجته زينب فجامعها صلى الله عليه وسلم، ثم قال لأصحابه: إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله -فليأت امرأته- فإن معها مثل الذي معها} مع زوجتك مثل المرأة التي أعجبتك، فجامعها حتى يزول هذا الدافع الذي فيك.
فالإنسان هذا طبعه، فيه ميل إلى النساء، وبطبيعة الإنسان أيضاً، أحياناً الشيء الذي يمنع منه يميل إليه، فقد يدفعه الشيطان إلى شدة ملاحظة المرأة، التي تكون أجنبية عنه، وتحرم عليه وتتحجب منه، أكثر مما يدفعه إلى النظر إلى زوجته التي تحل له.
يحدثني بعض الشباب أنهم كانوا في ماضي أيامهم الغابرة، ابتلوا بمشاهدة الأفلام المحرمة السيئة فيقول: إذا كان هناك مشهد مكشوف مفضوح فإنه لا يلتفت إليه ولا يهتم به، لكن إذا كانت المرأة متسترة بعض التستر، تكون الدوافع للنظر إليها أكثر، فالإنسان إذا منع من شيء يكون الدافع إليه أقوى، فلا ينبغي للإنسان أن يتساهل مثلاً في حجب زوجته عن إخوانه، وبني عمه وأصدقائه وأقاربه وجيرانه، بل ينبغي أن ينتبه إليهم أكثر مما ينتبه إلى غيرهم.