وضع اليدين في الصلاة ورفع الثوب فوق الكعبين

Q كثير من بعض الشباب الملتزم يكون ثوبه إلى نصف ساقه، أو أقل ويجعل يديه في الصلاة تحت الرقبة بقليل، ودرسنا في المدارس أنها توضع تحت السرة، ولا نعلم أين الصحيح، والحركات هذه كلها تجلب الغيبة والسخرية للشباب الملتزم، وسمعت بحديث يقول: {رحم الله امراً كف الغيبة عن نفسه} نرجو توضيح هذه الأمور، وما هو الأفضل في اتباعه؟

صلى الله عليه وسلم سؤال جيد، أما بالنسبة لليدين أصح ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه يضع اليد اليمنى فوق اليسرى فوق الصدر، هذا هو أصح الأوضاع، وهناك قول آخر: أنها توضع فوق السرة، وقول ثالث: أنها توضع تحت السرة، وبعض المتأخرين يقولون: ترسل إرسالاً، لكن أصح ما ورد: هو أن توضع اليمنى فوق اليسرى فوق الصدر، والأمر في ذلك واسع، فما ينبغي أن نجعل قضية وضع اليمنى فوق اليسرى فوق الصدر قضية كبيرة، ونجعلها هي الفيصل بيننا وبين الناس؛ لأننا إذا أحدثنا بيننا خصومة من أجل هذه القضية، قد لا يتقبل منا أشياء أعظم من ذلك.

لكن بالمقابل على الآخرين أن يتعلموا السنة، ألا ينكروا ما لا يعلمون، فإن علماءنا -مثلاً- كالشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن العثيمين والشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، والشيخ الألباني وغيرهم، من جهابذة العلماء في هذا العصر، كلهم يقولون: بأن اليد توضع اليمنى فوق اليسرى فوق الصدر، فلا ينبغي لأحد أن يستنكر هذا الأمر أو يستغربه.

لكن بعض الناس يرفعون أكتافهم أيضاً في الصلاة، ويطأطئون رؤوسهم فيبدو مظهرهم مظهر مثير، وهذا ينبغي أن يتجنبه الشاب، بل ينبغي أن يكون وضعه طبيعي، أكتافه في وضعها الطبيعي، ورأسه في وضعها الطبيعي، وبصره في موضع السجود، ويداه فوق صدره، وحينئذ لا يكون شكله مثيراً، ولا مدعاة للسخرية، ولا ينبغي أن نثير مشكلات في مثل هذه القضية.

أما المسألة الأخرى: وهي مسألة الثوب، فالسنة في الثوب أولاً: لا يجوز أن يكون الثوب أسفل من الكعبين، لقوله صلى الله عليه وسلم {ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار} رواه البخاري وإن جعل الإنسان ثوبه إلى نصف الساق فهذا سنة، أو دون ذلك بقليل فهذا أيضا سنة، لكن الذي أنصح به الشباب أن يجعلوا ثيابهم طبيعية الحال، بحيث تكون فوق الكعبين، ولا تكون مرتفعة ارتفاعاً يثير السخرية، ويدعو إلى استنكار الناس؛ لأننا نعلم من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يترك الأمر الأفضل من أجل تأليف قلوب الناس، -مثلاً- الرسول عليه الصلاة والسلام لماذا ترك هدم الكعبة؟ كان يقول لـ عائشة، كما في البخاري من حديث جابر {لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لهدمت الكعبة، وجعلتها على قواعد إبراهيم وجعلت لها بابين، باب يدخل منه الناس، وباب يخرجون منه} لماذا لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ حتى يجلب مصلحة أعظم، وهذه المسألة سأتحدث عنها الليلة المقبلة في حديث مفصل، وسأترك إن شاء الله مجال للأسئلة والمناقشة والتعليقات من الإخوة، بحيث نصل فيها إلى نتيجة مفيدة للجميع بإذن الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015