عمر بن الخطاب

إخواني الكرام: المعلم الثالث: من معالم هذا الحديث أن نتذكر واقع كثير من الناس الذين طبقوا هذا الحديث، أو انطبق عليهم هذا الحديث، نحن نجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وهو الذي روى لنا قوله صلى الله عليه وسلم {ما من مسلم يشهد له أربعة إلا أدخله الله الجنة} لما طعن عمر رضي الله عنه وأرضاه، في قصته الشهيرة، نقل من المسجد -وقد طعن في محراب المسجد- وكان الذي طعنه قد اختفى في الظلام، ولما جاء عمر وسوى الصفوف وقال: استوا وكبَّر، تقدم إليه أبو لؤلؤة وطعنه ثلاث طعنات في بطنه، فخر صريعاً، وهو يقول: (قتلني الكلب قتلني الكلب) فتقدم عبد الرحمن بن عوف وصلى بالناس، وقرأ بهم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر:1] وسورة النصر أو نحوهما، ثم حمل عمر رضي الله إلى بيته فخرج، فقال للناس: انظروا من قتلني، فخرج الناس ينظرون فكان هؤلاء لا يمرون على نفر من الصحابة، إلا وجدوهم مفجوعين؛ حتى كأنهم لم يصابوا بمصيبة قبل ذلك، كلهم فجع في مقتل عمر رضي الله عنه.

هذا أنموذج من قوله صلى الله عليه وسلم {أنتم شهداء الله في أرضه} الناس يدخلون أفواجاً على عمر كل واحد يدخل، يا أمير المؤمنين جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فعلت وفعلت وفعلت، حتى يدخل عليه ابن عباس ويثني عليه خيراً [[هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي وهو عنك راض، ثم كنت وزير صدق لـ أبي بكر، ثم وليت فأحسنت]] [[أتشهد لي بهذا يا بن عباس]] فيقول: نعم.

يأتي علي بن أبي طالب فيشهد له، يأتي غلام من الأنصار شاب، فيثني على عمر خيراً.

فلما ولى هذا الشاب وجد عمر ثوبه طويل، فقال: [[ردوا عليَّ الفتى -فلما ردوه عليه- قال: يا ابن أخي ارفع إزارك، فإنه أبقى وأتقى وأنقى]] يلقي الحكمة حتى وهو في الموت، اتقى الله عز وجل، وانقى للثوب، وأبقى له، أي يبقي مدة أطول، مما إذا كان نازلاً يصيب الأرض.

عالم المسلمين كله فجع بمقتل عمر، بل إلى اليوم كل مسلم إذا قرأ قصة مقتل عمر رضى الله عنه بكى وحزن وتأثر، وبعد عمر رضى الله عنه نجد مثل ذلك في كثير من الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015