Q لقد كنت في زمن من الأزمان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فحدثت لي بعض المشاكل مما حدا بي إلى أن أترك هذا الأمر، وليت الأمر اقتصر على هذا، بل شعرت بنقص في الإيمان مما جعلني أعتقد أني بدأت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل الوقت المفروض، وأقصد بهذا الوقت هو ازدياد الإيمان والشعور بحلاوته، حتى إذا حصلت بعض المشاكل، لا تؤثر في سير الشخص على هذا الطريق؟
صلى الله عليه وسلمأولاً: معرفة دوافع الإنسان أمر ليس متيسراً، حقيقة الدوافع التي تدفع الإنسان لأي عمل من الأعمال، فالإنسان الذي يراقب نفسه بدقة يستطيع أن يعرف دوافعه أحياناً، وأحياناً أخرى قد يكون عند الإنسان دوافع خفية لا يعرفها، على أي حال ربما يكون ما ذكره الأخ الآن نموذج لما أسلفت من أن الإنسان إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يمكن أن يبقى كذلك، بل ربما يتحول إلى استساغة المنكر، ثم إلى والعياذ بالله فعل المنكر وترك المعروف، وربما يتحول إلى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، وهذا كما يقع في شأن مجتمعات يقع في شأن الأفراد.
ولذلك على الأخ أن يأمر نفسه بالمعروف، يستدرك، ويصلح بيته، ويأمر من حوله بالأسلوب الحسن، بالكلمة الطيبة، بالموعظة، وبالرسالة أو بالاتصال الهاتفي أو بأي وسيلة، ولو لم يغير بالأساليب التي قد تكون جرت له مشاكل كما قال فيما مضى، حتى لا يكرر نفس المشكلات، وربما الإنسان يستهلك -أحياناً- في مجالات معينة، فمجالات خدمة الإسلام واسعة لا تنتهي عند حد.