متى يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرضاً عينياً

وحتى مع القول بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، فإنه يصبح فرضاً عينياً على كل إنسان في حالات معينة، وهي كالتالي:- الحالة الأولى: إذا لم يعلم بالمنكر غيرك، فأنت مطالب حينئذٍ بالإنكار، لأنه لا يقوم بالكفاية غيرك.

الحالة الثانية: إذا لم يستطع تغيير المنكر إلا أنت، أو إلا فلان من الناس، أصبح واجباً عليه أن يغيره، على سبيل المثال: هناك منكرات تشيع في طبقة معينة من طبقات المجتمع، يمكن أن يغيرها كل إنسان، لأنهم أناس ليس لهم ثقل ومكانة، فأي إنسان يستطيع أن يأمرهم وينهاهم وينكر عليهم، لكن هناك علية القوم من الوجهاء والتجار والمسئولين وغيرهم، ليس في مقدور كل إنسان أن ينكر عليهم، إلا إذا كان ذا مكانة وقوة، فيتعين عليه حينئذٍ أن ينكر؛ لأنه لا يستطيع الإنكار غيره.

الحالة الثالثة: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين على كل من ولاه الله تبارك وتعالى أمراً من أمور المسلمين، بدءاً بالسلاطين الذين ائتمنهم الله تبارك وتعالى على رقاب الأمة، فإنهم إنما وضعوا من قبل الشرع، وإنما شرع الإسلام الولاية العظمى لهذا الغرض، لتحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا غير، وكل مصلحة يحتاجها الناس تدخل في المعروف، وكل مفسدة يخافها الناس تدخل في المنكر، سواء كانت من أمورهم الدينية أم الدنيوية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015