فرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب قوة الولاية

إن كل إنسان بحسب ولايته، لأن من عادة الناس أن يلقوا بالمسئولية على غيرهم، وما أسهل أن نلقي بالمسئولية على غيرنا بل حتى أحياناً نقول على أعداء الإسلام، على الاستعمار، على المستشرقين، على اليهود، ما أسهل أن نلقي باللائمة على الآخرين، وأحياناً نلقي باللائمة على العلماء والأمراء، لأنهم يستطيعون ذلك ونحن خرجنا منها أبرياء! لكن لو تأتي إلى بيت الواحد منا قد تجد فيه عشرات المنكرات، وكأنه ينتظر أن يأتي أحد المسؤولين والعلماء حتى يخرجوا المنكرات من بيته.

ومن الطريف يحدثني أحد الإخو: ة أنه رأى رجلاً في الشارع ومعه امرأته سافرة في السيارة، قال: فوقفوا عند أحد المحلات في طرف البلد، فاستغربت هذا الأمر، فأتيت إلى هذا الرجل وسلمت عليه، وقلت له، لماذا؟! قال: يا أخي، والله لعلك تأتي وتكلمها، يقول -بكل جدية- يقول: لأني رأيته يصلي الضحى، أي نزل من السيارة وفرش السجادة يصلي، فأغراني هذا بأن أعاتبه مما رأيت من سفور امرأته، قال: لعلك تكلمها! أي: ما بقي إلا أن يأتي الناس ويكلموا زوجتك، وأمروها بالمعروف وينهوها عن المنكر، ما بقي إلا هذا! أقول: من السهل أن نلقي بالمسئولية على الآخرين، لكن الشيء الذي يجب أن نعلمه، أن كل إنسان عليه مسئولية بحسبه.

فإن كنت -مثلاً- مدير مؤسسة، مدير مدرسة، رئيس قطاع أو شعبة أو قسم، فإنك مسئول عما تحتك، وإذا كنت لا هذا ولا هذا، فأنت رب أسرة، تحتك زوجة وأولاد، أنت مسئول عنهم أن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وهذا لابد منه، فهو فرض عين عليك؛ لأنه داخل في سلطتك، ومثل ذلك أنه يتعين على من نُصبوا لهذا الأمر، وهم رجال الحسبة الذين كلفوا من قبل ولاة الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر بقدر ما يستطيعون، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، هذه حالات ثلاث يتعين فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015