عقوبات ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

والأمر الخطير أن يعلن أصحاب المنكر بمنكرهم، هذا الخطير، ولا يستحوا من إظهاره، وإذا وجد هذا، ثم لم ينكر، فاعلموا ماذا يكون الأمر حينئذٍ، ولذلك أبين هذه النقطة في المسألة الثالثة، وهي: عقوبات ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضريبة كبيرة لا بد أن تدفعها المجتمعات، ويجب ألا نغتر بوقت محدود يعيشه الإنسان، -أحياناً- يسمع الإنسان عن العقوبات، فيرى من حوله، فلا يجد بوادر عقوبات ظاهرة، فيخيل إليه أن هذا الكلام يقال لتخويف الناس وشدهم، وقد لا يكون كلاماً حقيقياً.

لكن هذه نظرة السطحيين من الناس، أو الذين لا يستنيرون بنور الوحي، أما الذين يستنيرون بنور الوحي، فإنه يقف عند قول الرسول صلى الله عليه وسلم، في الحديث المتفق عليه عن زينب بنت جحش رضي الله عنها، {أن النبي صلى الله وعليه وسلم دخل عليها فزعاً، وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، قالت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! انتبهوا! يا إخوة لهذا الحديث، فقال عليه الصلاة والسلام:- نعم، إذا كثر الخبث!} لاحظ! سنة من سنن الله لا يمكن أن تتخلف، ليس بين أحد من عباد الله وبين الله تعالى عقد ولا عهد إلا هذا الإسلام، وإلا فسنة الله ماضية، والله لا ينفع إنساناً أنه يعيش في جزيرة العرب، ولا ينفعه أن يكون قرشياً، فضلاً عن أن يكون عربياً، إنما ينفعه أن يلتزم بأوامر الله تعالى ويجتنب نواهيه، وإلا فالأرض لا تقدس أحداً: {ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه} نعم، إذا كثر الخبث، هذا الحديث يضع أيدينا على مجموعة من العقوبات للمجتمعات التاركة لهذه الشعيرة العظيمة، والشريعة المحكمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015