زيادة الإيمان ونقصانه

Q من نعم الله تعالى علينا أننا نتأثر بما يقال، ولكن هذا التأثير قد يكون وقتياً عند بعضنا، فما هو الطريق إلى المحافظة على هذا التأثير وفقك الله؟

صلى الله عليه وسلم أما الطريق للمحافظة على هذا التأثر، فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {لما جاء حنظلة إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر نافق حنظلة، قال أبو بكر: وما ذاك؟ قال: والله إنا نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم على حال نسمع القرآن والذكر؛ فإذا خرجنا من عنده خالطنا الأولاد، والأموال، والضيعات ونسينا كثيراً، فقال أبو بكر: وأنا والله كذلك، فذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لو تكونوا في كل حال كما أنتم عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات أو في أفواه السكك} .

فالإنسان لا يمكن أن يستمر على حال من الإشراق والارتفاع، الإنسان له خط -كما يسمونه بياني- أحياناً يرتفع وأحيان ينخفض، وهذا أمر يجب أن لا نتضايق منه، بل قد قرره الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: {لكل عابد شرة -الشرة هي الحدة والارتفاع- ولكل شرة فترة} يعني: كل عابد له حالة يرتفع فيها ويلين قلبه ويشرق، وله حالة فترة يفتر فيها ويضعف ويتحول إلى حال طبيعي أو أضعف من حال طبيعي، {فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد هلك} المهم أن يكون عندك حد أدنى لا تنزل عنه أبداً، فإذا وجدت من نفسك خفة فاستجب لها واعبد الله واقرأ، وإذا رأيت من نفسك فتوراً أيضاً لا تتضايق، حاول أن ترفع نفسك قدر ما تستطيع، وتدرك أن هذا أمر طبيعي.

ومما يعين الإنسان على أن يكون قوياً في كل حال أن يكثر من مجالس الذكر، فما دام أن الله رزقك قلباً متقبلاً للخير، فيجب أن تكثر من سماع الذكر، وسماع الوعظ، وسماع القرآن، بحيث يكون الغالب عليك هو أن تكون نفسك مرتفعة، وقابلة للخير، ومتأثرة مما تسمع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015