إن مثل ذلك هو نوع من جعل المسلم البسيط يشعر أن النصارى منه قاب قوسين أو أدني، ونحن نعرف اليوم أن النصارى أصبحوا يعلنون ما يسمونه بالإسلام العيسوي، ويقيمون كنائسهم على نمط المساجد، ويضعون فيها المنائر أحياناً، ويطبعون الإنجيل بطريقة القرآن على شكل صور القرآن، بل ويقرءونه بطريقة قرآنية، ويقدمون المنصرين على أنهم علماء وشيوخ، ويسمون الواحد منهم الشيخ عبد الله أو الشيخ محمد، ويخاطبون المسلمين فيضلونهم، وقد انخدع بهم الكثير من المسلمين فضلاً عمن دخلوا في النصرانية عن قناعة أنهم خرجوا من الإسلام ودخلوا إلى النصرانية.
هناك في الصومال أو في الأكراد، وفي جميع بلدان الدنيا من خرجوا من الإسلام ودخلوا في النصرانية دون أن يشعروا، وهذه اللقاءات تمثل حجراً في هذا السبيل؛ لأنها توهم المسلم المغفل بأنه ليس بين النصرانية والإسلام فرق، وكلها أديان سماوية معترف بها، مع أن المسلم الحق يعلم بأن النصرانية دين محرف منسوخ، وأن النصراني كافر، ولو مات على نصرانيته فهو من أهل النار قطعاً، ولا يحق له دخول الجنة، ولا يرحمه الله عز وجل لأنه مشرك، والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة:72] ويقول الله عز وجل: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85] وهكذا قال عيسى عليه السلام للنصارى: {اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة:72] وهم يقولون: إله واحد ثلاثة أقانيم: الأب، والابن، وروح القدس يؤمنون بهذا كله، ويؤمنون بالشرك، ويجعلون مع الله إلهاً آخر، كما قال الله عز وجل {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:31] .
ومع ذلك ينخدع بعض المسلمين، أو بعض الذين يمثلوا أهواء السياسة ومصالحها، فيلتقوا معهم في حوار، ويصدرون بياناً مشتركاً يحمل مثل هذه العبارات الفضفاضة! يجب أن يقيم المسلمون مؤتمراً عالمياً دورياً يرفضون فيه ذلك، ويستنكرون فيه إلزام النصارى على دينهم، ويدعونهم إلى الإسلام، ويقولون لهم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64] ويجب أن يقيم المسلمون مؤتمراً عالمياً يتنادون فيه ليشجبوا أعمال النصارى الذين يقتلون المسلمين ويتنادون لذلك في البوسنة والهرسك، وفي الصومال، وفي طاجكستان، وفي الفلبين، وأستطيع أن أقول وبكل وضوح: لا يوجد بلد يقتل فيها المسلمون إلا والنصارى طرف مباشر أو غير مباشر في ذلك.
نعم! إن العالم الغربي النصراني يتحالف ضد المسلمين، فهو يضغط على الحكومات من أجل التضييق على المسلمين، ومن أجل اتخاذ قرارات لصالحهم، ويضغط على الحكومات من أجل التمكين للنصارى، بل ويستخدم كل إمكانياته في تشويه صورة الإسلام، وما أحداث نيويورك عنا ببعيد؛ حيث استغلها الإعلام الغربي لتشويه صورة الإسلام الحقيقية.
ومع ذلك فإنني أقول لكم: إن في النية -إن شاء الله- وفي أقرب فرصة، هناك حديثاً بعنوان (حديث إلى الغرب) وسوف نخاطب فيه هؤلاء الغرب البغاة الجناة بلفظٍ صريح، ونطرح لديهم مجموعة كبيرة من الأسئلة الموجودة في ذهن كل مسلم، ونقول لهم كلمة الحق التي أمر الله عز وجل بها، فإنه لا تجوز المداهنة في دين الله تعالى نسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان.
اللهم انصر دينك وكتابك، يا حي يا قيوم، اللهم انصر سنة نبيك، اللهم انصر عبادك الصالحين، اللهم انصرنا في الفلبين، وانصرنا في الجزائر، وانصرنا في فلسطين، وانصرنا في مصر، وانصرنا في طاجكستان، وانصرنا في البوسنة والهرسك، وانصرنا في كل مكان، اللهم انصرنا فوق كل أرض وتحت كل سماء، اللهم إن المسلمين قد عجزوا فقوهم يا حي يا قيوم، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم انصرهم على من بغى عليهم، اللهم عجل لهم بالفرج يا حي يا قيوم، اللهم لا أمل إلا فيك ولا نصر إلا من عندك، فانصرهم يا ناصر المستضعفين، اللهم عجل لهم بالنصر، اللهم ارحم ضعفاءهم، اللهم ارحم أطفالهم، اللهم ارحم نساءهم، اللهم ارحم شيوخهم، اللهم ارحم قتلاهم، اللهم ارحم جرحاهم، اللهم ارحم قلوبنا التي أمضها التعب والألم يا حي يا قيوم، اللهم ارحمنا، اللهم عاملنا بعفوك يا حي يا قيوم، اللهم عجل بالنصر للمسلمين، اللهم أثلج صدورنا وأقر عيوننا بنصر لدينك يا رب العالمين.
اللهم إنك تعلم أننا ندعوك ونحن نعلم أن المسلمين قد عجزوا عن دعم إخوانهم إلا بأقل القليل، اللهم إننا ندعوك وأنت تعلم أن كل ما نريد ونفرح به هو نصر لدينك وإعلاء لشريعتك، وإحياءً لسنة نبيك، ورفع لمكانة عبادك المؤمنين، اللهم إنا ندعوك وأنت تعلم أنا لا نريد من ذلك رفعة أشخاص بأعينهم، ولا رايات في عينها ولا جهات بذاتها، وكل همنا نصر دينك وإعلاء شريعتك والدعوة إلى سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم إن كنت تعلم ذلك فإنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، وأنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
وأنت الذي هو على كل شيء قدير، وأنت الذي بكل شيء عليم، وأنت الذي له الأسماء الحسنى وله الصفات العليا، إنا نسألك بأسمائك وصفاتك أن تسلط البأس والذل على أعدائك في كل مكان، اللهم بيتهم في هذه الليلة يا حي يا قيوم، ومزقهم شر ممزق، اللهم مزقهم كل ممزق، اللهم أنزل عليهم بأسك، اللهم أنزل عليهم رجسك وعذابك يا إله الحق يا أرحم الراحمين، اللهم أفرح صدورنا بذلهم يا رب العالمين، اللهم أنزل عليهم الآفات والأمراض والعقوبات يا رب العالمين، اللهم سلط بعضهم على بعض، اللهم شتت شملهم، اللهم خالف بين قلوبهم، اللهم فرق ذات بينهم.
اللهم سلط بعضهم على بعض، اللهم وجه سلاح بعضهم على بعض، اللهم انج المسلمين منهم يا رب العالمين، اللهم انج المسلمين المستضعفين، اللهم لا تكلهم إلى أحد من خلقك، اللهم لا تكلهم لأحد من خلقك، اللهم إن أبواب الناس قد أغلقت وبابك مفتوح فيا واحد يا أحد يا كريم يا جواد يا واسع العطاء يا حي يا قيوم استجب لنا في إخواننا المسلمين، اللهم انصرهم في كل مكان يا رب العالمين، اللهم لا تكلهم لأحد من خلقك اللهم لا تكلهم إلى الناس ولا إلى أحد منهم يا حي يا قيوم، اللهم عجل لهم بالنصر، اللهم وحد صفوف المجاهدين المسلمين، اللهم أصلح ذات بينهم، اللهم أصلح قلوبهم، اللهم اجعلهم مخلصين لك، اللهم اجعلهم عاملين بكتابك، اللهم اجعلهم داعين إلى شريعتك، اللهم انصرهم وانصر بهم يا حي يا قيوم.
اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق، اللهم اجمع كلمتهم ووحد صفهم، اللهم أغث الملهوفين والمستضعفين، وأخرج المسجونين، وفك أسر المأسورين، وأغني الفقراء، وأطعم الجياع، وأروِ العطاش، وقوي الضعفاء، وعَلِمِّ الجهال إنك على كل شيء قدير، اللهم يا رب يا الله دعوناك، فهذا هو الدعاء ومنك الإجابة، فإنا نسألك ونتوسل إليك بكل وسيلة مشروعة، نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العليا، ونتوسل إليك بأفعالك العظيمة التي سلفت منك، يا ذا الفضل العظيم، يا حي يا قيوم، يا واسع العطاء، ونتوسل إليك بأنا مسلمون نشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك، اللهم إنا نتوسل بذلك كله أن لا ترد دعاءنا، ولا تغلق دونه أبواب السماء في هذه الساعة المباركة يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، والحمد لله رب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.