الموضوع الأول: يبعث عن الأسى والأسف، وإذا كنا تحدثنا قبل قليل عن الكويت وكيف صرفت الملايين لاستقبال الرئيس الأمريكي وصرفت أيضاً ملايين أخرى من أجل حديقة الحيوان في لندن، في الوقت الذي يموت فيه المسلمون جوعاً وعطشاً وفقراً وقلة ذات يد، فإن من المؤسف أكثر وأكثر أننا نجد في الوقت الذي تحارب فيه الدعوة إلى الإسلام في كثير من البلاد، تجد بعض الفرص في بلاد أخرى، وتستطيع أن تثبت الدعوة نفسها في قوتها وجدارتها وإقبال الناس عليها، أنه يصلني هذا اليوم تعميم سري للغاية من مدير تعليم البنات بإحدى مناطق الشمال وأنا أترك هذا الأسبوع ذكر اسمه؛ رغبة في أن يعلن توبته إلى الله عز وجل ويصدر تعميماً مشابهاً ينقض فيما قال وإلا سوف يكون لنا وله شأن، هذا التعميم عجيب وغريب، ويدل على أن قضية الدعوة أصبحت لا بواكي لها، وكل من يريد أن يثبت جدارته أو إخلاصه فعليه أن يعلن الحرب ضد الدعوة والدعاة والمخلصين رجالاً أو نساءً بغض النظر عن النظم وعن القوانين والأوضاع والصلاحيات، وإذا أثبت ذلك، دل هذا على أنه إنسان مخلص وصادق يقول: الأخت المكرمة مديرة مدرسة السلام عليكم.
لوحظ في بعض المناطق في الآونة الأخيرة ظاهرة عقد اجتماعات دينية نسائية في المنازل وقصور الأفراح كما أن بعض هذه الاجتماعات مقتصرة على عدد من النساء في أحد المنازل، كما أن هذه الاجتماعات غير معلن عنها، وتجمع فيها التبرعات، ونظراً لخطورة هذه الاجتماعات كونها سرية وغير معلنة، وقد تستغل في نشر أفكار ومبادئ خارجة عن مفهوم الوعظ الديني -يعلن هذا المدير ومن وراءه خوفهم من ماذا؟ خائفين عن الإسلام، لتنتشر مبادئ وأفكار خارجة عن مفهوم الوعظ الديني، الله أكبر على الغيرة- يقول: خارجة عن مفهوم الوعظ الديني، حتى لا تصرف التبرعات التي تجمع في غير الأعمال الخيرية، للإطلاع وإفهام المدرسات بعدم عقد أي اجتماعات دينية نسائية غير مرخص لها لاعتماد مضمونه بكل دقة وحرص! صورة لكذا صورة للتوجيه التربوي لملاحظة ذلك، لما يستجد وهل سبق وأن عقد اجتماعات مثل ذلك للإفادة، صورة للوحدة الصحية، صورة للكلية المطورة، صورة لمندوب كذا صورة للإفادة بما يستجد، صورة لكل مدرسة ابتدائية، متوسطة، ثانوية، معهد معلمات، ومعهد تدريب، لمكتب فرع التوحيد بكذا، لمديرة مدرسة كذا الخاصة، صورة لكل روضة حتى رياض الأطفال، صورة للمتابعة، صورة للصادر العام.
في أي بلدٍ نحن نحارب الدعوة بهذه الطريقة، مجموعة نساء خمس أو عشر أو عشرين اجتمعن في بيت واحدة منهن يقرأن القرآن، هذا الأمر بموجب هذا التعميم الذي قرأته عليكم هل هذا مسموح أو ممنوع؟ ممنوع ولا يجوز! وفي هذه الحالة يعتبر هؤلاء عرضة للمساءلة، وحتى الجهات الرسمية كتعليم البنات وغيرها تعمم على موظفيها ألاَّ يقوموا بمثل هذا العمل، بل وتسأل هل سبق وأن أقيم مثل هذا العمل؟ من أجل إقامة وإعداد التقارير لذلك ومحاسبة ومراقبة ومساءلة من يفعله.
إننا نعلم أن النصارى يقيمون أعياداً واحتفالات، وعندنا في ذلك وثائق، ويقيمونها بكل بجاحة ويقال: هذه مساكنهم الخاصة وهذه بيوتهم، ولا يمكن منعهم منها، بل يقيمون عباداتهم، وفي بعض الإسكانيات الرسمية، ويقال: هذه أمور خاصة لم يعلنوا بها بعد، أفلا يحق للمسلمين والمسلمات أن يجتمعوا على ذكر الله، وعلى القرآن وعلى السنة النبوية، وعلى طلب العلم النافع، ما هي الأفكار والمبادئ التي يمكن أن تنتشر؟ هل عهدنا وأسألكم بالله هل عهدتم حرباً لالصوفية بهذه الصورة؟ هل عهدتم حرباً للبدعة بهذه الصورة؟ هل عهدتم حرباً للفساد بهذه الصورة؟ إني أحلف بالله وأنا على اطلاع بأمور كثيرة أنني لا أذكر نموذجاً آخر لحرب أي شيء بمثل هذه الدقة والتحري والتعميم والملاحقة والمتابعة والتدقيق والحرص الشديد.
أفنريد أن نكون محاربين لله عز وجل ورسوله ولدين الله عز وجل؟!!! إني أدعو الجميع إلى أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يكفروا عما فعلوا، وأن يعلموا أنه والله الذي لا إله إلا هو لا عزة لهم إلا بالإسلام، ووالله الذي لا إله إلا هو إن كل من يحارب الله ويحارب دينه ويحارب الدعوة، فهو مغلوب، والله إنه مغلوب، والله إنه مغلوب، لا ينصر من حارب الله عز وجل ليبشروا إن أصروا على هذا الأمر بالخيبة والخسارة والبوار، وأن يجعل الله تعالى بأسهم بينهم، وأن يسلط عليهم عدوهم، أو يسلط عليهم صديقهم.
إن العبد لا يأمن أن ينزل عليه عقاب الله وعذابه صباحاً أو مساءً بكرة أو عشية، إذا حاربنا الله عز وجل في الوقت الذي نرى الإعلام فيه بحال يحتاج الكلام عنها إلى تفصيل، ونرى الانحلال والفساد، ونرى التساهل حتى مع الأعداء الحقيقيين، ثم نجد هذه الحرب الضروس لبعض الفتيات المخلصات، فتلاحق وتؤذى، وتعرف أن البنت لها كرامة، فإذا استدعيت أو سجنت يوماً أو حقق معها الرجال، فإن كثيراً من الآباء يقولون: ما لنا في الدعوة، ومالنا في حِلَق تحفيظ القرآن، ومالنا في الدروس، ومالنا في العلم، إجلسي في بيتك ولا نريد شيئاً من ذلك فالله المستعان