ذكرت بعض المصادر أن كل رجل ملتحٍ فهو عرضة للقتل؛ لأنه متهم بالانتساب إلى حزب النهضة، وكذلك كل شخص يشتبه أنه في المظاهرات التي كانت تطالب بتحكيم الإسلام فهو مهدور الدم وبيته عرضة للتدمير.
الصحفي الإسلامي بدر كمال قتلوا ابنته وعمرها ثمان سنوات وولده أربع سنوات.
وكذلك الأستاذ مريض عضو حزب النهضة قتلوا أسرته كاملة وزوجته ومجموعة من الأولاد.
قتلوا أيضاً مائة وثمانين شخصاً في قرية واحدة؛ لأنهم كتموا وجود أحد الشباب من حزب النهضة بينهم، وقطع الآذان المشتبه فيهم، وقد رأى مراسلنا كما يقول التقرير بعض الإخوة مقطوعي الآذان، وذكرت صحيفة روسية أن قائداً شيوعياً يتباهى بقوله: إنه قطع أذن كل واحد من الإسلاميين، وقال ملوحاً بالسكينة: إنهم أقوياء لحد أنك تقطع أذنه وهو لم يغمض له جفن، فأنا من أجل لينين مستعد لقطع رأس أي إنسان.
في كومانكيز هناك حفرة مملوءة بالمياه القذرة قد ألقي فيها عشرون من المسلمين أحياء، وتركوهم حتى ماتوا، ثم ساقوا مجموعة من المسلمين الأسرى فيما بعد وأجبروهم على إخراج الجثث المتعفنة من الماء، ثم أعدموهم ورموهم في نفس الحفرة.
قتلوا في إحدى القرى سبعة عشر شيخاً في السبعين والثمانين لا بسبب، إلا أنهم من العلماء أو حتى من المسلمين، ومن هؤلاء الشيخ يوري باي خالوف الذي يبلغ من العمر أربعاً وثمانون سنة، لقد رآهم وهم يحرقون مسجداً فاستنكر هذا العمل فأطلقوا عليه خمس رصاصات، ومنعوا عنه أي مساعدة حتى مات! القاضي أكبر ترى جان زاده استغله الشيوعيون، ولم يتخذ موقفاً حاسماً من الأحداث، فاستفادوا منه لتدعيم موقفهم، ثم أرادوا التخلص منه فهرب ومع ذلك لم تسلم عائلته من التصفية، فقد قتلوا سبعة عشر فرداً من أسرته! لقد هجم الشيوعيون على إحدى المديريات وقتلوا الشيوخ والنساء، واغتصبوا من بقي منهن أحياء، ولم يرحموا الأطفال، وبعد ذلك أحرقوا المنازل! أهالي مديريتين في جنوب البلاد هربوا من منازلهم باتجاه نهر جيحون الذي يفصل بين أفغانستان وطاجكستان عند غابة كثيفة ضخمة، ذهبوا ليختبئوا فيها من الشيوعيين، فجلسوا فيها شهراً وزيادة حتى مات الكثير منهم من قلة الأكل، وبعد ذلك علم بهم الشيوعيون، فدخلوا عليهم وكان عدد الأهالي يزيد على خمسين ألف نسمة من المسلمين، فأخذوا يذبحون من يقع في أيديهم، ويرمونهم في النهر، والذي يهرب في اتجاه النهر تحصده المدافع الرشاشة الروسية الحامية للحدود، حتى زاد عدد القتلى من هذه القرية عن عشرة آلاف نسمة في يوم واحد من النساء والأطفال والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة! ثم إن مجلة المجتمع نشرت في عددها رقم (1830) مجموعة من الصور البشعة لهذه المعاناة التي يعاينها المسلمون مثلاً: المرحلة الأولى: وهي مرحلة وجود المسلمين في طاجكستان ذكرت فيها مجموعة من المآسي ذكرت قول الأخت رزق ضياء الدين من إحدى الولايات تقول: المأساة التي واجهتها وعشتها لا أستطيع التعبير عنها، فالذي شاهدته بنفسي قتلهم الشيوعيون يزيدون على ألف شخص، لقد دخل الشيوعيون هذه القرية، وبدءوا أول ما بدءوا بحرق البيوت وجمع النساء والأطفال على حدة، والرجال على حدة ثم إنهم أطلقوا النار على الرجال فقتلوهم جميعاً، وأخذوا يذبحون الأطفال أمامنا، وفور انصراف الشيوعيين بعد تدمير البيوت هربنا إلى أفغانستان بملابسنا التي تستر أجسادنا فقط، وذلك طلباً للنجاة والأمن وحفاظاً على أعراضنا، إلى آلام أخرى وصور عديدة.
أما المرحلة الثانية: وهي بعدما خرج المسلمون وفروا بدينهم إلى نهر جيحون، ثم ما وراءه ثم هناك صور أخرى من المأساة تتمثل: أولاً: في هذا النهر الذي تتجمد حافتاه بالليل من شدة البرودة، فهؤلاء عندما يصلون إلى النهر يكونون عرضة لقصف الشيوعيين كما حدث، وأحياناً يقصفونهم وهم في القوارب أو على ضفة النهر الأخرى في أفغانستان، ويعبر هؤلاء المنكوبون النهر بواسطة قوارب جلدية منفوخة، وبعض القوارب الخشبية التي يتسلل بها الأفغان لمساعدتهم ويتم ضم قاربين أو أكثر إلى بعضها، ولنقل بعض سيارات المهاجرين وأبقارهم وأمتعتهم التي تمكنوا من إيصالها إلى النهر، ولقد أجرت المجلة مقابلة مع مجموعة من المصابين، وهذا نداء من إخوانكم المهاجرين الطاجيك في شمال أفغانستان، يقول: مع المذابح الرهيبة وحملات الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في طاجكستان على أيدي الشيوعيين هاجر إلى الشمال حتى الآن ما يقرب من ربع مليون أو أكثر، وأرسل إلينا هذه الاستغاثة إخواننا المسلمون في كل مكان بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، مباشرة تعاود المد الإسلامي في طاجكستان لكي يطيح بالحكومة الشيوعية، وقام المسلمون بالسيطرة على زمام الأمور في عاصمة البلاد في دوشابني، ولكنَّ أعداء الإسلام لم يقبلوا بهذا، فقامت روسيا وحكومة أوزباكستان الشيوعية بإرسال الجنود والدبابات والطائرات دعماً للشيوعيين، وقد تسبب هذا في قتل وتشريد جموع المسلمين حيث تمكن الشيوعيون من السيطرة مرة ثانية وبالقوة على زمام الأمور، وقاموا بعد ذلك بأعمال الإبادة والتدمير حقداً على الإسلام والمسلمين، وكان أول ما بدأ به الشيوعيون في حملتهم المساجد والمدارس الشرعية التي بناها المسلمون في خلال السنتين الماضيتين، فأحرقوا المئات من هذه المساجد والمدارس، وقتلوا الكثير من علماء الدين وحفاظ القرآن في دوشابني وغيرها، كل هذه الجرائم تنفذ دون اتهام أو محاكمة أو مسائلة، وقد مد بطش الشيوعيين في الحكم الظالم والباغي على البلاد نتيجة لهذه المذابح الوحشية الدامية التي امتدت إلى القرى الآمنة، وإلى جموع الشعب عامة، فقد اضطر مئات الألوف من المواطنين للهجرة حفاظاً على أرواحهم وأعراضهم، فمئات الألوف من الأطفال والنساء والشيوخ، اضطروا إلى الخروج من ديارهم إلى الجبال في شرق جمهورية طاجكستان حيث لا يوجد سوى الجليد والصقيع، وقد بلغ العدد الكلي للمهاجرين هناك مليون نفسٍ يعانون من البرد والجوع، وحتى المساعدات الدولية القليلة والتي خصصت لهم لم تصلهم، لأن الشيوعيين يأخذونها ويوزعونها على أتباعهم في دوشابني؛ لأن الطريق الذي يربط شرق العاصمة تسيطر عليه القوات الشيوعية.
أما بقية أفراد الشعب الذي هاجر جنوباً، فعددهم يبلغ أربعمائة ألف تقريباً، وقد حوصروا في هذه المنطقة لمدة ثلاثة أشهر لا تصل إليهم لوازم الحياة الضرورية من الغذاء والكساء والدواء، وقد مات نتيجة لهذا كثيرٌ من الأطفال، ورأى الناس الأمهات يحفرن في الأرض حفراً عميقة يضعن أطفالهن فيها ثم يغطين الحفرة بأجسادهن وقد وجد بعض هؤلاء الأمهات وقد تجمدن من شدة البرد، وقبل أسبوعين قام الشيوعيون بالهجوم على هؤلاء المحاصرين الفقراء الذين اضطروا لاختراق الأسلاك الشائكة وعبور نهر جيحون والدخول إلى أفغانستان، وقد مات غرقاً في نهر جيحون عشرة آلاف مهاجر، كل هذا يحدث ولا نجد من يدافع عن قضيتنا أو حتى يسمع بها.
إن الشعب المسلم في طاجكستان يتعرض للإبادة بأيدي الشيوعيين الحاقدين، الشيوعية التي رفضها العالم كله بما في ذلك روسيا منبع الشيوعية، لكنهم يجدون العون والاعتراف في طاجكستان؛ لأنهم يقتلون المسلمين ويخرجونهم من ديارهم، نحن نطالب المسلمين أجمع أن ينظروا إلى قضيتنا، وأن توقف هذه المجازر والإبادة للشعب الطاجيكي الأعزل المسلم الذي سلبت جميع حقوقه وقتل أبناؤه ودمرت دياره، ونطلب من المسلمين في كل مكان بالإسراع في بحث قضيتنا حتى يتم تدارك الموقف قبل أن تضيع من المسلمين كما حدث في الأندلس سابقاً، ويحدث الآن في فلسطين والبوسنة.
والله ولي التوفيق وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.