العبودية الخامسة: العبودية للأرض والوطن، يقول أحدهم: وطني لو شغلت في الخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي وآخر يقول: ويا وطني لقيتك بعد يأس كأني قد لقيت بك الشبابا أدير إليك قبل البيت وجهي إذا فهت الشهادة والمتابا أي شهادة وأي فتاب وأنت تدير وجهك إلى وطنك قبل أن تديرها إلى البيت العتيق؟!! فيجعلونه أحياناً قسيماً لله عز وجل، فيقولون الدين لله والوطن للجميع -كما ذكرت لكم- وأحياناً يجعلونه قسيماً للدين، وهكذا يقاتلون من أجل الوطن فالتربية عندهم هي إعداد المواطن.
والواقع أن الوطن لا يجني من وراء ذلك شيئاً، فما هو الوطن في الحقيقة؟! هل هو التراب فقط؟! أم هو الإنسان؟! أم ماذا؟ هنا يحتاج أنك تحلل كلمة وطن إلى عناصرها الطبيعية، وتنظر ماذا جنت هذه العناصر من هذه الدعاوى، أن كل شيء من أجل الوطن، والخدمات كلها تقدم للوطن، وفي الواقع أنه لا يصل للوطن منها إلا الشيء اليسير.
ومن العبودية -أحياناً- طبق النظرة تجد الإنسان يتصور أن الدنيا كلها هي من حوله فقط، فلا يفكر في حاجات غيره من إخوانه البعيدين، أما حاجات الأقربية فإنه يكترث لها، مثل: الحاجات المادية؛ بل حتى الحاجات الدعوية، فنلاحظ -مثلاً- أننا نكون مأسورين للمجتمع فلا ندرك حاجة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ بل حاجة العالم إلى الإسلام إنما همنا مقصور على حاجة من حولنا، والواقع أن المسلم والداعية بشكل خاص ينبغي أن يتحرر من أسر الإطار المحيط به، وأن يفكر بأحوال المسلمين في كل مكان، وأن يفكر في العالم وكيف يمكن أن يوصل دعوة الإسلام إليه.