الاحتلال الشيوعي للجمهوريات

ننتقل إلى مثال ثالث: وهي الجمهوريات الإسلامية التي احتلها الاتحاد السوفيتي وضمها بقوة إلى امبراطوريته التي تفككت عما قريب، وهذه الجمهوريات هل علم بها أحد؟ هل بكاها أحد؟ حتى بكاء الشعراء وحنينهم اختفى، وأنينهم لا يسمع، وهاهنا يثور العجب، لماذا سكت المسلمون؟! ولم يشعروا بهذه الحركة الكبيرة؟! جمهوريات ضخمة، حتى إن بعضها نسبة سكانها يعادل نحو (8%) من نسبة سكان الاتحاد السوفيتي بأكمله، وجمهورية كازاخستان وغيرها، والجمهوريات التي ولدت كبار الأئمة والعلماء والعظماء، بما فيهم أصحاب السنن؛ عدد منهم كانوا من تلك البلاد التي ضمت إلى الاتحاد السوفيتي، وقتل إستالين نحو ستين مليوناً غالبيتهم من المسلمين، حتى إنه توجد بعض الشعوب مثل الشيشان -شعب إسلامي- لم يتعرض شعب للإبادة أكثر منه، حتى توقعت بعض المصادر أنهم قد أبيدوا وانتهوا من التاريخ ومن الوجود، فإذا بهم يظهرون الآن أقوى مما كانوا، يقولون: نحن الآن قواتنا ثلاثون ألفاً مستعدون أن يموت منا عشرون ألفاً في سبيل أن نعيش أحراراً بعيداً عن هيمنة طاغية آخر.

المهم أين المسلمون حين ضمت هذه البلاد إلى روسيا؟! لماذا لم يتحركوا؟! أين مشاعر الشعراء؟! أين بكاؤهم؟! بل أين دموعهم؟! أين أحاديثهم؟!

صلى الله عليه وسلم لعل أهم سبب هو انحسار الإسلام من النفوس، فالإسلام انحسر من النفوس، وأصبح المسلمون يقتطع من بلادهم أجزاء عزيزة ولا يتحركون، خاصة ذلك الوقت الذي كان وقت الظلمات، زمن الفترة لا أقول قبل الإسلام لكن قبل الصحوة وقبل اليقظة الإسلامية.

السبب الثاني: عدم وجود الروابط الدينية العميقة بين أولئك المسلمين وبين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها خاصة في العالم الإسلامي؛ ومركزه أرض الحجاز وأرض الشام وما حولها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015