أما حديثي إليكم هذه الليلة فلابد أن أقف عند عنوانه (تحرير الأرض أم تحرير الإنسان) والعنوان: هو عبارة عن سؤال، ولو أردت أن أسبق الأحداث وأعطيكم المحاضرة ملخصة في كلمة واحدة لقلت لكم: الجواب هو الإنسان أولاً.
قبل أن نتكلم عن تحرير الأرض، ومع كلامنا عن تحرير الأرض -كل الأرض- الإسلامية التي احتلها الكفر أو احتلها النفاق؛ يجب أن نعلم أن حجر الأساس في تحرير الأرض هو الإنسان، فإذا وجد الإنسان الصادق المؤمن؛ فمعنى ذلك أننا سرنا بخطوات صحيحة إلى تحرير الأرض الإسلامية سواء الأرض التي احتلت منذ اكثر من ستمائة سنة كبلاد الأندلس أم أرض فلسطين أم أرض أفغانستان أم الجمهوريات السوفيتية الإسلامية في الاتحاد السوفيتي الذي انحل، أم جميع بلاد الإسلام التي احتلها اليهود أو الشيوعيون أو المنافقون.
إذاً: لابد أن نتكلم عن تحرير الإنسان قبل أن نتكلم عن تحرير الأرض، فنتكلم عن الإنسان أولاً، أما ما يتعلق بتحرير الأرض فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وموسى عليه الصلاة والسلام يقول لقومه لما قالوا: {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:129] والله تعالى يقول: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105] فالأرض يجب أن تخضع لحكم الإسلام.