وسوف أتلو عليكم هذا البيان على كل حال بعد دقائق -إن شاء الله تعالى- ولكني تعجبت أشد العجب حينما رأيت أن بعض الناس صاروا يتساءلون عن هذا البيان، ما سره وما سببه وما مقصده؟! وزال عجبي حينما علمت أن أجهزة الإعلام قد تكلمت عن هذا البيان ونشرته في الإذاعة والصحافة والتلفاز، وبعض الصحف خاصة خضراء الدمن الشرق الأوسط؛ نشرت له بعنوان مثير، كأنها التقطت منه كلمة واحدة (ابن باز ينهى عن التكفير والتفسيق على رءوس المنابر) فأخذت كلمة، وتجاهلت بقية الخطاب ومضمونه كله وهدفه وفحواه، ونسوا أن هذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وأن خطاب الشيخ في واد، وهم في واد، فهم من مرضى النفوس الذين لا يأخذون إلا ما يعجبهم وما يروق لهم ويدعون ما سوى ذلك، ومع ذلك هم -دائماً وأبداً- يتشدقون بالموضوعية والعدل والإنصاف، وزال عجبي لأن ثقة الناس -سبحان الله- بأجهزة الإعلام ضعيفة جداً، فإذا أعجبوا بالشيء ثم رأوه نشر واهتمت به أجهزة الإعلام شكوا فيه؛ وقالوا: لابد أن وراء الأكمة ما وراءها، والصواب أن الأكمة هذه المرة ليس وراءها شيء، وإنما وراءها قلب صاف لسماحة الوالد الكبير الشيخ عبد العزيز، أسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته في هذه الساعة المباركة أن يطيل في عمره، وأسأل الله تعالى أن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يمتعنا به، وأسأل الله تعالى أن يعظم له الأجر، والمثوبة وأن يغفر له إنه على كل شيء قدير، فإن الشيخ عبد العزيز -حفظه الله- إنما أصدر هذا البيان لهذا السبب الذي ذكرته لكم.
إذاً: هذا البيان موجه إلى طائفتين، الأولى: العلمانيون المستغربون الذين طالما سمع الناس أصواتهم بل فحيحهم فهم كالأفاعي: إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب الفئة الثانية: هم بعض ضعفاء النفوس، الذين أكل الحسد قلوبهم فصاروا يتكلمون في أعراض الدعاة للنيل منهم، قد سلم منهم اليهود، وسلم منهم النصارى، وسلم منهم العلمانيون، وسلم منهم أصناف الكفار، وصاروا يقولون عن بعض الدعاة والعياذ بالله إنهم أخطر من اليهود والنصارى -أسأل الله العفو والعافية وأعوذ بالله من انتكاس القلوب ومرضها- فجاء خطاب الشيخ عبد العزيز ليضع حداً لمثل هذه التقولات، ويقول كلمة الحق في مثل هذه الأمور، ويعيد الطمأنينة والسكينة إلى بعض القلوب التي أصابها ما أصابها من جراء مثل ذلك الكلام، وأتلو عليكم خطاب سماحة الشيخ، ثم أتلوه بتعليقات يسيره -أيضاً-.