وكما قال الله عز وجل على لسان شعيب عليه السلام لما رد على قومه حين قالوا له ولمن معه: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف:88-89] .
فيكون عند الداعية إصرار أنه عرف طريقه وأصر عليه، وما كان له أن يتخلى عن هذا الطريق: طريق طلب العلم، والجهاد به، والدعوة إليه، والصبر عليه؛ ما دامت روحه في بدنه، وما دام نفسه يتردد! {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99] حتى إنه كما قال أبو ذر رضي الله عنه: [[لو وضع السيف على رقبتي، وأنا أظن أني أنفذ لكم شيئاً من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنفذته إليكم]] .