تجدد الأساليب بحسب الظروف

إياك أن تتوقع أو تعتقد أن الدعوة رهن بأساليب وطرائق مخصوصة تتوقف بتوقفها! أو تظن أن طلب العلم أيضاً محصور بحلقات الدرس أو أشخاص يتوقف بتوقفها! بل عليك دائماً وأبداً أن تتذكر كلمة عمر رضي الله عنه، لما حصلت له القصة مع أبي موسى الأشعري، فقال: أدخلوا كاتب هذا الكتاب يقرؤه في المسجد، قال له أبو موسى: يا أمير المؤمنين! إنه لا يدخل المسجد، قال: ولم؟ أجنب هو؟! قال: لا! إنه نصراني، فغضب عمر ونهى عن استخدامهم، وقال كلمته المشهورة في هذه القصة أو في غيرها: [[مات النصراني والسلام!]] .

تصور نفسك في أي وضع أنك يجب ألا تكون مأسوراً لوضع معين، يكون زواله سبباً في تعطل عملك، أياً كان عملك، بل تكون دائماً وأبداً حريصاً على أن يكون لديك من أنواع ووسائل وطرائق الدعوة وطلب العلم ما يجعل إيقافك عن الدعوة أو عن طلب العلم أمراً من المحال إلا أن يشاء الله.

لماذا؟ لأنك إذا توقفت عن طريق، فتحت لنفسك ألف طريق، وإذا انقطعت عن حلقة، توجهت لأكثر من حلقة، والسبل كثيرة جداً؛ فما دام النَّفَس يتردد، ومادامت الروح باقية، فأنا طالب علم، وأنا داعية!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015