فتوقفنا عن الدرس لفترة أو عن الدروس، أو توقف غيرنا، وإن كان مكروهاً بادي الرأي إلا أنه محمود العاقبة؛ لأنه جعل الطالب يتجه إلى أشياء كان قد أجَّلها، وجعل المعلم يتجه إلى أشياء كان قد أجلها، فأثمر من وراء ذلك خيراً كثيراً، فلا يبالغ الإنسان في حب شيء، ولا يبالغ في كراهيته، وإن كان مجبولاً بطبعه على حب ما يعتقد أنه يكون سبباً في المصلحة، وكره ما يعتقد أنه سبب في المفسدة.
أود أن أقول لكم أيها الإخوة: إن هذا الكلام الذي أتحدث به إليكم الآن ليس كأي كلام، بل إنني أعني ما أقول، وأقصد أن يفهم طالب العلم أن طلب العلم والدعوة إلى الله عز وجل ليست محصورة في زمان معين، ولا محصورة في مكان معين، ولا محصورة بطريقة معينة تتوقف بتوقفها، وإن كان الأمر كذلك فنحن في بلاء ومحنة!