هناك فرق كبير بين طالب يعد نفسه ليكون طالب علم، ويسد ثغراً وحاجة تعيشها الأمة، وبين آخر إنما يحضر لمجرد البركة! أنا أقول: حتى الحضور لمجرد البركة فيه خير كثير، ومن لا يحضر إلا للبركة، فليحضر حتى للبركة يكتب له أجر المجلس، وينفع ويشجع إخوانه على الحضور بلا شك، لكن -أيضاً- الإنسان يجب عليه أن يتنافس في الطاعات مع غيره وأن يتسابق معهم، وأن يكون لديه طموح، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: {إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى؛ فإنه أعلى الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن عز وجل} فعلى الإنسان أن يكون طموحاً، لا يكفيه الحضور لمجرد الحضور، بل الحضور ليعد نفسه ويهيئها لأمر جلل وكبير.
قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل