تفاوت السن بين المدرس والطالب

Q توجد حلقة تحفيظ فيها مدرس صغير السن بالنسبة لمن يدرسون فيها، مما يؤدي لتضايقهم، فبماذا تنصحون الجميع؟

صلى الله عليه وسلم في نظري أن من شروط نجاح المعلم: أن ينظر إليه تلميذه نظرة ارتياح وإعجاب؛ فإن الإنسان إذا لم يكن معجباً بشيخه، مرتاحاً إليه، فقد لا يستفيد منه، مهما كان عنده من العلم، ولذلك من المهم أن يكون الأستاذ أو المعلم أو مدرس الحلقة أعلى مستوى من طلابه في الجملة، فإذا كان الطالب أكبر من شيخه بكثير، فهذا في الغالب يحول دون التعلم والاستفادة، ويوجد حالات -لكنها قليلة- يكون للطالب فيه أريحية لا يبالي، بل إنه قد يتلقى عن تلميذ من تلاميذه، فهناك من درس في المدرسة الابتدائية، وظل هو يدرس في المدرسة الابتدائية، ولكن طلابه ترقوا حتى صار منهم من يدرس ربما في أعلى المراحل، فقد يدرس التلميذ أستاذه الذي كان يدرسه في الماضي، بعض الأساتذة عنده أريحية، وعنده قوة نفس، بحيث إنه لا يتضايق من ذلك، ولا يجد فيها أدنى حساسية، وهذه نعمة كبيرة، لكن من يوجد فيه هذا؟! فالغالب في الناس أن الكبير يصعب أن يتلقى عن الصغير، ولذلك أرى أن مثل هؤلاء الطلاب ينبغي إذا كانوا كباراً، وفارق السن واضح بينهم وبين معلمهم أن يحالوا إلى حلقة أخرى، أو تنشأ لهم في الحي حلقة يكون مدرسها مناسباً لهم، أو أن يكون هناك حل ثالث، ليس ضرورياً أن يلتحقوا في حلقة بمسجد إذا كان هناك من يستطيع أن يوجههم بطريقة أخرى، فيمكن أن يكون هذا بديلاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015