Q ما رأيك فيمن يكثر من قراءة القصص الأدبية ذات الطابع الإسلامي، لأنه حسب زعمه مولع بالقراءة منذ صغره؟
صلى الله عليه وسلم إذا كان الإنسان في زمن صبوته مولعاً بقراءة ما هبَّ ودبَّ من القصص والكتب وغيرها، فهداه الله إلى طريق الخير، فهل من السليم أن يستمر على قراءة هذه القصص والكتب الأدبية، لكنها ذات طابع إسلامي؟ أرى أن هذا الأمر بالنسبة له حسناً لأنه يتناسب مع قراءته السابقة، لكن ينبغي مع ذلك أن يحرص على أن يمرن نفسه على قراءة الكتب الأخرى المفيدة النافعة التي تشرح له أصول دينه: ككتب العقيدة الصحيحة، وكذلك التي تشرح له أحكام دينه الفرعية: ككتب الفقه والحديث ونحوها، ولا بأس أن يقرأ -مثلاً- كتب التاريخ والتراجم وغيرها؛ لأن فيها متعة وجاذبية، وفي نفس الوقت فيها فائدة كبيرة علمية وعملية للإنسان، لا بأس أن يتدرج الإنسان في سياسة نفسه، النفس تحتاج إلى سياسة في كل شيء: في العبادة، في القراءة، في أمور الأخلاق، ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح البخاري: {ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله} وفي الحديث الآخر: {العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، والفقه بالتفقه} فيحتاج الإنسان إلى أن يسوس نفسه، ويعودها، ويمرنها على الخير شيئاً فشيئاً، حتى تلين ويسلس قيادها له.