الدعوة الفردية

Q ما رأي الشيخ في أن يقوم الداعية- إذا وجد شلة من شلل الفساد - بالجلوس مع كل واحد منهم على انفراد، ومخاطبته، بدل الجلوس مع الشلة كلها في جلسة واحدة.

صلى الله عليه وسلم إذا كانوا مجموعة يلتقون على سهر، ولهو، ولعب، ومعاصي، ووضع الإنسان في باله أن يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، فينبغي أن يقف مع نفسه قليلاً، وينظر في حال هذه المجموعة ويصنفهم، فيجد أن هناك مجموعة منهم أقرب إلى الخير، وإمكانية الاتصال بهم أيسر من غيرهم، فيبدأ بهؤلاء، ولا مانع أن يبدأ بواحد، على شكل صلة أو زيارة، أو جلسة يتحدث معه ويزيل الكلفة التي توجد -أحياناً- في النفوس، بحيث يخرج ذلك الإنسان مرتاح من مجلسه، ثم إن أمكن أن تهديه كتاباً، أو شريطاً مفيداً، أو تتحدث معه في بعض القضايا شيئاً فشيئاً، وتستمر على هذا الأمر، وتبدأ -أنت أو غيرك- بخطوة مماثلة مع شخص آخر منهم، فيبدو لي أن أخذهم فرادى أفضل من مخاطبتهم جميعاً، لأنه كما قيل: الكثرة تغلب الشجاعة! فإذا دخل الإنسان بينهم وهو واحد وهم مجموعة، فهنا قد يتألبون عليه ويعترضون، فهذا يلقي كلمة، وهذا يلقي كلمة، وهذا يسخر، وهذا يستهزئ، فتضيع الفائدة، وربما يخرج الإنسان بانطباع غير حسن عن هؤلاء، كذلك فإن هذا الداعي إلى لله ربما يتأثر منهم، وبدلاً أن يجرهم إلى طريق الخير قد يجرونه إلى طريقهم، خاصة إذا كان ضعيفاً، كما أنه قد يكون عند إنسان منهم نوع استجابة، لكن إذا رأى إصرار زملائه تجاهل ما يحس به في نفسه من الرغبة إلى الخير، فأخذهم على شكل أفراد قد يكون أجدى في كثير من الأحيان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015