تعريف بالشيخ جميل الرحمن وجماعته

الشيخ جميل الرحمن رحمه الله هو زعيم جماعة الدعوة إلى الكتاب والسنة في أفغانستان، وهي إحدى الجماعات المجاهدة في تلك البلاد، والتي تلتزم بالمنهج السلفي الأصيل، في الأصول والفروع، ولهذه الجماعة نشاطٌ طيب في مجال الدعوة إلى الله تعالى، وتصحيح مفاهيم الناس، ودعوتهم إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن لها جهداً طيباً مبروراً إن شاء الله في مجال المشاركة في الجهاد، ومقارعة الظالمين، وكانت ولاية كونر، إحدى الولايات الأفغانية تحت حكم هذه الجماعة، وقد أبلت فيها بلاءً طيباً، في نشر العقيدة الصحيحة، ومقاومة البدعة والخرافة، وإزالة آثار المنكرات من الخمور والمخدرات، وقطع الطرق وغيرها، واستتباب الأمن.

وإن فقد رجلٍ في منزلة الشيخ جميل الرحمن، مما يؤسف كل مسلم عرفه وجلس إليه، وعرف قدر الرجل، فنقول تعليقاً على ذلك، بقلوب نرجو الله تعالى أن تكون قلوباً مؤمنةً صابرةً محتسبة، نقول لكل مجروح: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى.

ونقول وفاءً ببعض حق هذا الرجل: اللهم ارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين.

اللهم افسح له في قبره، ونور له فيه، اللهم اقبله في الشهداء يا حي يا قيوم، اللهم اخلف للمسلمين خيراً منه، اللهم اجعله في جناتٍ ونهر في مقعد صدقٍ عند ملكٍ مقتدر.

أما ذلك القاتل فإنه باء بشر وخيبة، فإنه بعد أن أجهز على الشيخ هم بالهرب، فحين رأى أنه مأخوذٌُ رجع إلى نفسه فقتلها، نسأل الله حسن الخاتمة، والسلامة والمعافاة من أسباب سخطه وعقابه، وإنه لأمرٌ يؤرق الضمير ويقلق القلب ويحز في النفس، ويثير الأحزان والأشجان والمشاعر، أن يحدث أمرٌ كهذا.

ولستُ بقاتلٍ رجلاً يُصلي على سلطان آخر من قريشٍ أأقتل مُسلماً في غير جرمٍ فليس بنافعي ما عشتُ عيشي له سلطانه وعليَّ إثمي معاذ الله من سفهٍ وَطيشِ إن هذا الحدث يؤكد أنه يأتي في فترة حرجة من تاريخ الجهاد الأفغاني، خاصةً أنه كان هذا الحدث في فترة كاد أن ينفذ فيها صبر الكثيرين، وهم يتطلعون إلى الأخبار في إسقاط كابول، والمدن الكبرى التي لا زالت تحت هيمنة الكفر الشيوعي في أفغانستان.

كما أنه يأتي في ظل صراعٍ عسكريٍ دامي حول ولاية كونر، نقلته وكالات الأنباء والصحافة، شرقيها وغربيها، عربيها وأعجميها، وذهب ضحية ذلك الصراع عشرات وربما مئات النفوس، فإنا لله وإنا إليه راجعوان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015