سبب توقف الدروس

كان آخر درس انعقد في هذا المسجد المبارك، هو برقم (34) وكان بعنوان (الشريط الإسلامي ما له وما عليه) وكان بتاريخ (1/6/1411هـ) ، وحصل بعده التوقف بسبب السفر، ثم الامتحانات إلى غير ذلك من الأسباب التي هي غير خافية عليكم، إن المدة التي فصلت بين هذا الدرس الذي نعقده الآن، وبين ذاك الدرس هي ثمانية أشهر بالكمال والتمام، بقي شهر واحد لتصبح تسعة أشهر، ولو كان ذلك كذلك لصح فيها قول العقاد في قصيدته المشهورة، التي ألقاها على ضريح سعد حينما خرج من السجن، وكان يقول في مطلعها:- إلى الذاهب الباقي ذهاب مجدد وعند ثرى سعد مثاب ومعهد إلى مرجع الأحرار في الشرق كله إلى قبلةٍ فيها الإمام موسد خرجت له أسعى وفي كل خطوة دعاء يؤدى أو ولاء يؤكد وشاهدي من تلك القصيدة: قوله:- وكنت جنين السجن تسعة أشهر وهأنذا في ساحة الخلد أولد ففي كل يوم يولد المرء ذو الحجى وفي كل يوم ذو الجهالة يلحد وما غيبتني ظلمة السجن عزمة فما كل ليل حين يغشاك مرقد وما غيبتني ظلمة السجن عن سنىً من الرأي يتلو فرقدا منه فرقد عداتي وصحبي لا اختلاف عليهم سيعهدني كلٌ كما كان يعهد إنها معان كبيرة، فهو يقول: إن المرء العاقل اللبيب يكتسب كل يوم ميلاداً جديداً لخبرة وتجربة تحنكه لموقع قدمه، وإن المرء الجاهل يدفن في كل يوم بألوان من الجهالات، وسوء الرأي وخطأ التدبير.

ويقول: إن غيابة السجن لم تحطم عزيمتي، بل زادتني قوة ومضاء، فليس كل ليل يغشاك فرصة للنوم والرقاد، ويقول: لن يغير ما حدث لي شيئاً مما كنت عليه، فأعدائي وأصدقائي سيجدوني كما عهدوني لا اختلاف عليهم، فما أجمل ما قاله العقاد في قصيدته هذه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015