الدعاة ملوك على الأسرة

إن الدعاة إلى الله تعالى يركبون اليوم وفي كل يوم ثبج هذا البحر المتلاطم اللجي، ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- عن الغزاة الذين يركبون البحر مجاهدين في سبيل الله حين رآهم في منامه، فاستيقظ وهو يضحك أنه قد رأى أناساً من أمته ملوكاً على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة، غزاة في سبيل الله تعالى، والدعاة إلى الله لا يرضون أبداً أن تكون الدنيا كلها جزاء لبعض ما عملوه وقدموه، فضلاً عن أن تكون جزاء لكل ما عملوه وقدموه، فلئن كان لهم على جهادهم في سبيل الله تعالى أجر في الآخرة، فهم لا يبيعون أجرهم من الآخرة بعاجل الدنيا، ولا يبيعون الذهب بالخزف، ولئن كانوا محرومين من الأجر، فما فاتهم من أمر الآخرة لا يعوض بثمن، ولا ينفع بعده أن يملكوا الدنيا وما فيها، فهم قد رضوا بالدار الآخرة، حين رضي غيرهم بالدنيا، قال تعالى: {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة:38] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015