الفرحة بوجود المشايخ

أحبتي في الله: يشهد الله تعالى أنني أفرح بمثل هذا الجمع، لكن لغيري أفرح به، لو كان احتشد لسماع صوت داعية من دعاة الحق النابهين، كأمثال الشيخ الكريم عائض بن عبد الله القرني، أو الشيخ عبد الوهاب الناصر، أو الشيخ سعيد بن زعير، أو الشيخ ناصر العمر، أو الشيخ سفر الحوالي، أو الشيخ صالح الونيان أو غيرهم من أصحاب الفضيلة وأهل العلم، أما أن يكون احتشد لسماع ما عندي، فهذا والله يحزنني ويضايقني، وذلك لعلمي أني لا أملك الشيء الذي جاءوا يطلبونه، ووفدوا من أجله، وإنني أحوج إلى هذا الشيء منهم، وكما قال أحدهم: (فاقد الشيء لا يعطيه) ومع ذلك فإنه لا يفوت لي أن أشيد بمعنى كبير من معاني هذا الحضور إلى حلق العلم، ومجالس الذكر، فإن هذه الجموع جاءت لتعلن بحالها ومقالها، أن الأمة لم تعد تلك اللاهثة وراء التوافه من الأمور، ولم تعد تلك الجموع الساذجة، التي تبدأ همومها وتنتهي عند مباراة كرة، أو سهرة في غناء، أو حفلة لا طائل من ورائها، لكنها أصبحت أمة تعنيها قضيتها وتهمها هويتها، وتسعى إلى حيث تظن أنها تجد العلم والدعوة والكلمة.

فهنيئاً أيها الإخوة لكل وافد إلى روضة من رياض الجنة، تتنزل فيه الرحمات، وإلى حيث يباهي الله تعالى ملائكته، وينزل رحمته ويقول: {هم القوم لا يشقى بهم جليسهم} .

أيها الإخوة: يشهد الله تعالى أنني أتيت إلى هذا الموقع، وكل ما أتمناه أن أكون ممن يقول الله تعالى له: {هم القوم لا يشقى بهم جليسهم} فأكون غير شقي بمجالستكم ومقابلتكم لعل رحمة الله أن تنزل فتعمني وتعمكم أجمعين، وتحية أيها الأحبة، لكل شاب آثر الجد في حياته على العبث، وآثر العمل على اللهو، وآثر الدعوة والإصلاح على الضياع والغفلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015