وتجد هؤلاء أنفسهم يتساهلون، وربما منعوا الفتاة من شخص كالذي ذكرْتُ، وزوجوها بشخص فاسق منحرف، وربما يكون شخصاً تاركاً للصلوات مع الجماعة، وربما يكون سيئ الخلق، فيؤذيها ويعذبها ويقهرها، وكل يوم، أو أسبوع، أو شهر، وقد ردها إلى أهلها في مشكلة جديدة.
فسبحان الله! ما أدري ما هو السر في ذلك! تغضب المجتمعات وتقوم البيوت، وتتحرك العواطف، حين يخرج الإنسان على عادة اجتماعية، ولكن الجميع يلوذون بالصمت العميق، وربما يكونون مؤيدين مباركين حينما تريد الفتاة أن تتزوج بإنسان منحرف أو ضال! وقد يكون صاحب فكر هدام، وقد يكون في بعض الأحيان غير مسلم، وقد سمعت بنفسي أناساً من أسر عريقة، ومع ذلك يقول بعضهم: ما الصلاة؟ وما الغسل من الجنابة؟ وربما يكون زوج بامرأة مؤمنة صائمة قائمة إلى هذا الحد، وهذا والعياذ بالله الكلام الذي قاله كفر بالله العظيم، فما أحد غضب، ولا أحد تحرك، لكن يغضبون ويتحركون، إذا خرقت العادات الاجتماعية، نحن على أقل تقدير نقول: عاملوا هذه كما تعاملون تلك.
حتى إنني سمعت امرأة تقول وتدعو على قريب لها، تسبب في عدم إتمام مثل هذا الزواج: " أسأل الله تعالى أن يحول بينه وبين نعيم الجنة، كما حال بيني وبين من أتمنى وأحب أن أتزوج منه".
فسبحان الله! أنت ظالم متدخل فيما لا يعنيك، ما تخشى أن هذه الدعوة تصادف باباً مفتوحاً، خاصة وأن المرأة قد تكون مظلومة! تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم