ثم ماذا عسانا أن نقول أيضاً، عن قريب يتدخل في مسألة زواج إحدى بنات أخيه، أو خاله، أو عمه، من شاب متدين صالح، حافظ للقرآن، تعرفه الأسرة منذ طفولته، وتربى في بيتهم، وهو قد يكون إماماً في مسجد أو مدرساً في حلقة أو أستاذاً في مدرسة.
إنه رجل صالح يشهد له الجميع، ثم يتدخلون ويعترضون على هذا الزواج، الذي كاد أن يتم، ووجدت أسبابه ومقدماته لماذا؟ لأن هذا الشاب من طبقة أخرى.
نحن لا ندعو إلى إثارة مشكلات في الأسر لهذا السبب، وكل إنسان يستطيع أن يجد من يريد، ومن تناسبه ممن حوله، وممن لا يكون في زواجه منها، أو اقترانه بها، أي إثارة لمشاكل اجتماعية، لكنني أتعجب أشد العجب، لشدة تمسك الناس ببعض القضايا العادية، التي لا علاقة لها بالدين! والله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13] .
الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم والأم حواء فإن يكن لهم في أصلهم نسب يفاخرون به فالطين والماء