الخشية من الله

أما يخشى هذا الإنسان -إن صح أنه إنسان- أما يخشى أن تنطلق من إحدى بناته دعوة بالليل الساكن، تشق أجواء الفضاء، وتفتح لها أبواب السماء، فتهد أركانه وتدمر حياته، وتوبق دنياه وآخرته، وتجعله يلقى الله تعالى وهو عليه ساخط، فيقول له: ادخل النار مع الداخلين؟ أما يخشى ذلك وهو يقرأ كتاب الله، ويعلم عقوبة الظالمين، هل عدمت مشاعر الدين عند هذا الإنسان، إن صح أنه إنسان؟! الدين الذي جاء لحماية حقوق الناس، وتحقيق سعادة الجنسين من خلال تلبية نداء الفطرة المشتعل في قلوب الجميع، وإذا افترضنا أن مشاعر الدين والتدين قد ضاعت في هذا الإنسان، وأن الخوف من الله تعالى قد زال عنه، فهل وجد في قلبه بقية من إنسانية ورحمة؟! تلك الرحمة التي تستشعرها الوحوش الكواسر، فتحنوا على أولادها وتحوطها وتحميها، وتوفر لها الطعام والشراب، وإذا افترضنا أيضاً أن الإنسانية فقدت من هذا الإنسان كما فقد منه شعور التدين الصحيح، الذي يجعل الإنسان يخاف من ربه، فهلاَّّّ وجد عنده شيء من حياء من الناس الذين تتناوله ألسنتهم، وتكرهه قلوبهم، ويمقتون منه جشعه الذي أوصله إلى التأكُّل بحرمان بناته من أعظم نعيم دنيوي.

بسم الله الرحمن الرحيم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015