حكم تخصيص المرأة ثوباً خاصاً للصلاة

Q سؤال حول صلاة المرأة، وهل يجب عليها أن تخصص لصلاتها ثياباً خاصة؟

صلى الله عليه وسلم أنه لا يجب على المرأة أن تخصص لصلاتها ثياباً خاصة، كما هو جارٍ به العرف في مجتمعنا، وإنما على المرأة أن تصلي في أي ثوب تتحقق فيه الشروط الشرعية، ولذلك في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم {كان يصلي وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس وهي بنت ابنته صلى الله عليه وسلم، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها} فهو يصلي عليه الصلاة والسلام بهذا الثوب الذي يحمل عليه هذه الطفلة، وما تركه لأنه يحمل طفلاً عليه ويخشى أن يكون وصلت إليه نجاسة.

وكذلك ورد عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: [[ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه، فإذا رأت فيه شيئاً من أثر الحيض قالت بريقها هكذا، فمصعته أو قصعته بظفرها]] وفي حديث آخر أنها كانت تصلي فيه، والحديث رواه البخاري.

وفي الصحيحين أيضاً عن أسماء {أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن دم الحيض يصيب الثوب؟ فقال صلى الله عليه وسلم: تحته ثم تقرصه بالماء، ثم تنضحه ثم تصلي فيه} فدل على أن المرأة لها أن تصلي في الثوب الذي تحيض فيه، وأن تصلي في الثوب الذي تحمل أطفالها فيه، شريطة أن يكون هذا الثوب طاهراً غير نجس، أي: شريطة ألا تعلم أن في هذا الثوب نجاسة، أما إن علمت فيه نجاسة، فيجب عليها أن تزيل هذه النجاسة، ثم لا بأس أن تصلي في هذا الثوب.

إذاً لا يشترط أن تصلي في ثوب خاص، بل يكفي أن تصلي في ثوب طاهر تتوافر فيه الشروط.

والشروط في هذا الثوب هو: أن يكون ساتراً للمرأة في صلاتها إلا وجهها، فوجهها في الصلاة ليس بعورة باتفاق أهل العلم إذا لم يوجد عندها أجانب، فوجهها ليس بعورة في الصلاة، فلا يلزمها أن تستره.

أما الكفان والقدمان ففيهما خلاف بين أهل العلم، والأولى بالمرأة أن تستر كفيها وقدميها في الصلاة، لما روت أم سلمة كما في سنن أبي داود {أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! أتصلي إحدانا في درع وخمار وليس عليها إزار؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان ساتراً يغطي ظهور قدميها} فإذا لبست المرأة المسلمة هذا الثوب الساتر، صلت فيه ولو لم يكن ثوباً خاصاً بالصلاة، وبعض النساء لو خرجت خارج بيتها؛ فإنها قد تؤخر الصلاة كما إذا كان في مناسبة وليمة أو عرس أو غيره تقول: ليس معها ثوب صلاتها، فقد تؤخر الصلاة حتى يفوت وقت الفضيلة، وربما أخرت الصلاة حتى يخرج الوقت؛ من أجل أن ترجع إلى بيتها فتصلي في ثوب صلاتها، وهذا لا يجوز لها، فلا يجوز لها أن تؤخر الصلاة عن وقتها بحال من الأحوال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015