فالإنسان خلق من قبضةٍ من طين الأرض، ونفخ الله تعالى في أبينا آدم من روحه، فصار في الإنسان طبيعةٌ طينية ميالة إلى الشهوة والمعصية والذنب، كما أن فيه قابلية للخير والهدى والصلاح، والتزكي، فقد يستقيم الإنسان ويصلح حتى يكون أفضل من بعض الملائكة، كما أن الأنبياء أفضل من الملائكة.
وقد ينحرف الإنسان وينحط ويتردى حتى يصبح شراً من الشياطين -والعياذ بالله! - في بعض الأحوال، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: {لو لم تذنبوا لذهب الله بكم} أي أنَّ الله خلقكم بشراً، تذنبون فتستغفرون فيغفر لكم؛ لأن من أسمائه جلَّ وعلا: الغفور، الرحيم، الحليم، التواب، واسع المغفرة، غافر الذنب، وقابل التوب، الرحمن، الحليم، الكريم، الوهاب، الجواد، وهذه الأشياء بمقتضاها يغفر الله تعالى لمن يشاء من عباده، ويتجاوز عن سيئاتهم، وذنوبهم، وخطاياهم.