خطورة الاستمرار على الذنوب

الإنسان طبيعته أن يخطئ، لكن الشيء المهم هو: أن لا ينقطع حبلك مع الله عز وجل، أن لا يُصِرَّ الإنسان على الخطأ والذنب، ولهذا قال سبحانه: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135] .

فإن بعض الناس إذا وقع في الذنب جَرَّهُ هذا إلى ذنبٍ آخر، ثم آخر إلخ، حتى يجد الإنسان نفسه غارقاً في بحار الذنوب والمعاصي، وربما يختم له بخاتمة السوء لكثرة ذنوبه ومعاصيه، ولهذا قال بعض السلف: [[المعاصي بريد الكفر]] أي أن المعاصي ليست كفراً بذاتها إذا كانت من المعاصي العملية كالغيبة، أو النميمة، أو السرقة، أو الزنى أو غيرها، فهذا ليس كفراً بالله عز وجل، ولكن كثرة المعاصي قد تجر الإنسان -والعياذ بالله! - إلى الكفر بالله، وقد يختم له بسوء، فيخشى الإنسان أن تجره المعصية إلى الكفر، ولهذا يقول بعض الصالحين: والله ما أخشى الذنوب فإنها لعلى سبيل العفو والغفرانِ لكنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن فيخشى العبد أن تجره الذنوب إلى الانسلاخ من دينه والعياذ بالله! كما أن الإنسان يخشى على نفسه من أثر الذنب ومن جرَّائه أن يصل به هذا إلى القنوط من رحمة الله، ولا شك أن القنوط واليأس من رحمة الله ينقل الإنسان عن الملة: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:56] وقال تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87] فالأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ينقلان الإنسان عن دين الله عز وجل! فلذلك يخشى العبدُ من الذنب ومن المعصية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015