وقبل أن أختم الكلام عن هذه القضية أحب أن أنبه إلى أمر أخشى أن يسبق إلى الأذهان، قد يقول البعض: إن في هذا الكلام شيئا من تهوين أمر المعاصي، وأنه ما دام الإنسان العاصي بخوفه وإخباته قد يدخل الجنة، والمطيع بطاعته التي أدت به إلى الغرور والعجب قد يدخل النار، قد يفهم البعض من هذا التهوينَ من شأن العمل الصالح، أو العمل السيئ، فأقول: كلا!! إن الأصل الثابت الذي لا شك فيه والذي تتظافر عليه نصوص الكتاب والسنة؛ أن الإنسان يدخل الجنة بعمله، ويدخل النار بعمله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:32] فالإنسان يدخل الجنة برحمة الله التي لم يؤهله لها إلا عمله الصالح: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:156] ليس للقاعدين والكسالى {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [الأعراف:156] وكذلك أهل النار إنما دخلوا النار بعدل الله، واستحقوا النار بأعمالهم السيئة؛ فالأصل الثابت المطرد الذي لا تردد فيه ولا إشكال أن العبد يدخل الجنة بعمله ويدخل النار بعمله.