استحضار النية الصالحة في كل عمل

إني أوصي نفسي، وأوصي كل مؤمن، أن يخاف الله في نفسه، وأن يتذكر أن من واجبه أن يستحضر النية الصالحة في كل عمل يعمله، فإن النية الصالحة تجعل الأعمال العادية الدنيوية البحتة عبادات، وفقدان النية تجعل العبادات أوزاراً على ظهر الإنسان، انظروا إلى جماع الرجل لزوجته على سبيل المثال، وهو أمر من الأمور الدنيوية العادية التي ركبها الله في كل واحد من البشر، هذا العمل العادي يتحول بالنية إلى عمل يؤجر عليه الإنسان على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أيضاً: {كل معروف صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته وتحمله عليها -يعني الرجل الكهل الذي لا يستطيع أن يركب الدابة - أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة} {-بل- وتبسمك في وجه أخيك صدقة} الله أكبر! ابتسامة يفترُّ عنها ثغر الإنسان تكتب له حسنة؛ لأنه أدخل بها السرور إلى قلب أخيه المسلم {وتفرغ من دلوك في دلو أخيك صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟! قال صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في الحرام أيكون عليه وزر؟ قال: كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر} إذاً القضية الأولى: النية الصالحة وبها تتحول الأعمال الدنيوية العادية إلى عبادات يثاب عليها الإنسان، وبفقدها تتحول العبادات إلى أوزار يبوء بإثمها العبد يوم القيامة، ولذلك قال بعضهم: (الموفقون من الناس عاداتهم عبادات، والمحرومون من الناس عباداتهم عادات) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015