وهذا من أعظم الدروس بالنسبة للصبيان والصغار، ومن المهم جداً أن يكون المربي الذي يربيهم يستطيع كسب قلوبهم بالمحبة والمودة، أما إذا أبغضوه أو كرهوه؛ فإنه لا يمكن أن يربيهم؛ لأن تربية الأطفال عن طريق الضرب والقسوة فقط لا تكفي، بل هي تربية فاشلة، لابد أن يربيهم عن طريق المحبة، والقناعة، ويكون الضرب علاجاً لحالات معينة، وهذه قضية خطيرة يجهلها كثيرٌ من الناس، فلابد أن يغرس الإنسان محبته في قلوب الأطفال من الأب أو الأم، أو المربي أياً كان هو، مدرساً في مدرسة، أو مركز، أو غير ذلك.
لاحظ فيما سبق لطف الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان حتى إنهم يقعون في حجره ويقبلهم صلى الله عليه وسلم ويضمهم، هذه لها أثر كبير في محبة الأطفال للمربي، الهدية: يهدي النبي عليه الصلاة والسلام الهدية لـ أم خالد الثوب ولا يكتفي بالهدية بل يلبسها إياه، ويقول لها: {هذا ثوب جميل يا أم خالد، انظري إلى هذه الأعلام والخطوط والأشجار الموجودة في هذا الثوب} فترتفع معنوياتها وتفرح بهذا الثوب، فالهدية لا شك تقرب المربي من نفس الطفل وتحببه إليه، إضافة إلى وسائل كثيرة.
فاللطف وحسن المعاملة وطيب الكلام والممازحة مع الطفل والإهداء له والترغيب كل ذلك يحبب المربي إليه، ويكون ذلك سبباً في القبول.