أهمية التدريب على العبادات

نحن نجد عمرو بن سلمة يُدّرَّب بل يكون إماماً في الصلاة، وعمره سبع أو ست سنوات على اختلاف الروايات، ومثل ذلك كثير، فقد كان الصحابة يأتون إلى المسجد، ويصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان زيد بن أرقم يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم وابن عباس، وغيرهم، من صغار الصحابة رضي الله عنهم.

وفي بيت أنس صلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {فصففت أنا واليتيم من ورائه والعجوز من ورائنا} كذلك نجد ابن عباس صلى يوماً خلف النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل، نام عند الرسول عليه الصلاة والسلام وتظاهر بالنوم، وليس بنائم في الواقع، لكن كان يراقب النبي حتى يستفيد منه وينقل هديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نام الغليم -تصغيراً له-.

ثم قام النبي عليه الصلاة والسلام وابن عباس يراقبه، قال: {فقام إلى شنٍ} وذكر الدعاء الذي قاله فلما قام يصلي، قام ابن عباس رضي الله عنه، وصف عن شماله، فأخذه النبي فأداره عن يمينه، فدربه على الصلاة، وهو صبيٌ صغير.

ومثل ذلك الصوم، كان الصحابة يُدَرَّبون على الصيام وهم صغار، حتى قالت الرُبيِّع: كما في الصحيح عن يوم عاشوراء: {كنا نصومه ونُصوِّم صبياننا حتى إذا بكى الصبي أعطوه اللعبة} لعبة مصنوعة من القطن يشتغل ويتدلى بها حتى يحين الإفطار.

من المهم تدريب الصبيان على الصيام منذ صغرهم متى ما أطاقوه، ولو لم يصم شهر رمضان كاملاً، لكن يصوم بعض الأيام، حتى يعرف ما معنى الصيام، ويعرف أن الإنسان قد يمتنع عن بعض الشيء لوجه الله، ويعطيه والده على ذلك جائزة أو يهديه هدية.

مثل ذلك الحج، وكلكم يعرف الحديث في الصحيح: {أن امرأة رفعت إلى النبي صبياً قالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر} ومثل ذلك العلم كما سبق ذكر نماذج لذلك.

فمن المهم أن ندرب أطفالنا على العبادة، أن تأتي بأطفالك معك إلى المسجد كما قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو داود والحاكم وغيرهما: {مروا أولادكم بالصلاة، وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر} فإذا بلغ الصبي سبع سنين تأمره بالصلاة، وتعلمه الوضوء، وتعلمه الصلاة وتأمره بها، ويذهب معك إلى المسجد، فإذا تم له عشر سنين تضربه عليها، وتراقبه وتحاسبه، ومثل ذلك في بقية العبادات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015