من الإيجابيات: أولاً: حفظ الإسلام في بعض البلاد، والمشاركة في حفظه، فإن كثيراً من البلاد خاصة البلاد البعيدة والنائية لا تكاد تجد مسلماً عالماً لديه بعض العلم إلا ولبعض هذه التجمعات -وهي في كثير من الأحيان تجمعات مأذون بها من قبل الحكومات أو معروفة- أثر عليه أو فضل عليه، أو تأثير، على الأقل في دعوته وهدايته إلى الله عز وجل فحفظ الله تعالى بهم الإسلام في بعض البلاد، خاصة في بعض البلاد النائية، والبعيدة التي ربما قصر فيها كثير من العلماء والدعاة إلى الله تعالى.
ثانياً: إشهار أمر الإسلام، وإعلانه في كثير من المجتمعات، وقيام أنشطة مختلفة، علمية، وإعلامية، ودعوية، بجهود كثير من هؤلاء الدعاة المنتسبين إلى بعض هذه الجمعيات، فضلاً عن الجهود الاجتماعية، ومقاومة الأعداء، والرد على الخصوم، وتفنيد باطلهم، ومقاومة العلمانية، إلى غير ذلك.
ثالثاً: حفظ المغتربين في البلاد غير الإسلامية، فإن كثيراً من المراكز والتجمعات الإسلامية، حفظ الله تعالى بها شباب الإسلام الذين ذهبوا إلى هناك من فتن الشبهات، والشهوات، فصاروا من رواد المساجد، ومن الفضلاء، ومن الأخيار، ورجعوا إلى بلادهم دعاة إلى الله عز وجل.
رابعاً: ربط السياسة بالدين في أذهان الناس، وذلك لمواجهة النعرة العلمانية التي طال الضرب على وترها، وصار كثير من الناس يجهلون أن السياسة جزء من الدين، وأن الدين جاء ليحكم حياة الناس في كل أمورهم، وفي كل مجالات حياتهم، وصار هناك فصل بين الدين والسياسة، وسرى هذا الأمر وهذه العدوى إلى قلوب كثير من الناس، بل كثير من المنتسبين إلى الخير، فكان من فضل كثير من هؤلاء المنتسبين ربط السياسة بالدين، وتذكير الناس دائماً بذلك، فضلاً عن المشاركة في أعمال الخير من العلم، والدعوة، والجهاد، في بلاد كثيرة.
على أي حال ليس المجال مجال تقويم كما هو واضح، ولكن المقصود أن من العدل ذكر الإنسان لهذه الإيجابيات قبل أن ينتقل إلى ذكر السلبيات.