كما أن من العدل: أن ننبه إلى أن المبالغة في حشد السلبيات ليس منهجا شرعياً، ولهذا نجد العلماء في كتبهم خاصة المحدثين يقولون باب المناقب، فيذكرون مناقب الرجال من الصحابة، والتابعين، ومناقب البلاد، ومناقب القبائل، ومناقب النساء، إلى غير ذلك، وهذا معروف، لكن لا تجد في كتب الحديث باب المثالب، لأن ذكر المثالب دون المناقب أمر لا يفعله غالباً إلا من يكون في نفسه شيء، أما الإنسان الذي في نفسه كرم، وأريحية، وشهامة، ومروءة، فإنه يأبى إلا أن يذكر الخير والشر، والمناقب والمثالب، إن كان هناك حاجة لذكر المثالب للتنبيه عليها، والتحذير منها، أو النصح بتركها، أما الاقتصار على ذكر المثالب فلا يفعله كرماء الناس وفضلاؤهم.