سلبيات الجماعات الإسلامية

من الحق أن يذكر الإنسان السلبيات، وينبغي أن نتعود على سماع العيوب، أو الأخطاء، أو الملاحظات، بدون حساسية، بل أن نفرح بها؛ لأنها تنبهنا إلى أمر يمكن أن نتداركه ونتلافاه، ولا يجوز أبداً أن تكون عندنا حساسية وكره للنقد، فنحب المدح والثناء، ونكره النقد، وفي الحقيقة النقد الجارح كلنا نكرهه، لكن النقد الهادئ والناصح، الذي تعلم أنه ما صدر إلا من قلب مشفق، وقلب محب، وقلب يتمنى لك الخير، ويتمنى لك النصرة والرفعة، ولكنه لا يملك إلا أن ينبهك على بعض ما يرى من ملاحظات، مثلاً -أحياناً ولا أقول أن هذا عام أو غالب في الجميع-: الانغلاق عن الأمة، والاقتصار على الخاصة ممن حوله، وعدم معايشة الآخرين بشكل طبيعي، وبدون حساسيات، بل يشعر بوجود نوع من الحواجز في كثير من الأحيان بينه وبين الآخرين في التعامل وفي المناقشة وفي ما سوى ذلك.

ومن السلبيات -أيضاً- والمآخذ: نشوء بعض المخاوف، والأوهام، بسبب طبيعة التربية التي يتلقاها الفرد، فطبيعة التربية الخاصة التي ينشأ فيها قد توجد عنده نوعاً من الخوف والإحجام، وعدم الإقدام، بحجة مراعاة المصلحة، أو الخوف على الدعوة، أو ما سوى ذلك.

ومن السلبيات: التناصر بغير الحق، والذب عن الآخرين بالباطل، وهذا من أبرز وأهم القضايا التي ينبغي مقاومتها، ومجاهدتها، والعمل على دفعها، وإزالتها بقدر المستطاع.

ومن السلبيات: التقليد في كثير من الأحيان في المسائل العلمية، وفي المسائل العملية، فيتربى الفرد على التلقي عن الآخرين، وتضعف لديه الاستقلالية التي تجعله يبحث بنفسه عن المسألة، وعن أدلتها وعن النتيجة التي يمكن أن يتوصل إليها، إضافة إلى أن كثيراً من النفوس لا تألف تلك الأجواء المقننة بالرسوم، والالتزامات، وتحب الانطلاق إلى أفق أوسع وأرحب وأبعد.

إذاً: المطلوب هو العدل، فيذكر الإنسان السلبيات، ويذكر إلى جوارها الإيجابيات، ليعلم الجميع أنه لا يقصد إلا الحق، فليس القصد إسقاط فلان، أو الطائفة الفلانية، إنما قصده الوصول إلى الحق، ونصرة دين الله عز وجل بكل سبيل وبكل وسيلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015