الجانب الثاني هو: القتل، ولاشك أن العملية التي تجرى هناك هي ما يسمى بعملية تطهير عرقي، أي أن الصرب يعملون على القضاء على العنصر الإسلامي الذي يعتبرونه أو يسمونه بالعنصر التركي، وإزالته من الوجود بكل وسيلة.
ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد القتلى منذ بداية الحرب، لكن الساحة تشهد يومياً مئات القتلى في كل مدينة في الهجمات العسكرية العشوائية.
وتقول بعض الإحصائيات -وهي لاشك غير دقيقة وتُعدُّ قديمة أيضاً- إن أكثر من (مائة وثمانين ألف) مسلم قد لاقوا حتفهم في ظل هذه الحرب الدموية التي يؤجج نارها الصرب ومن ورائه الغرب، فضلاً عن قيام الصرب بحملات إبادة للأطباء، والمحامين، والمهندسين وأصحاب المراتب المرموقة، وأصحاب العلم، وأئمة المساجد، والمؤذنين، والعلماء، والشيوخ.
وقد اعترفت منظمة العفو الدولية -وهي أيضا منظمة نصرانية- اعترفت بأن هؤلاء المثقفين والعلماء والأطباء والمهندسين يتعرضون للاعتقال بصفة خاصة وبصورة انتقائية، لكنَّ هذه المنظمة تقول: (إنه لم يتضح لها بعد أنه يتم اختيارهم للقتل) ولك أنت أن تتصور هذا العدو الذي يريد أن يقضي على المسلم ولا يبالي به، والذي ينتقي الطبيب والمهندس والعالم وإمام المسجد، ينتقيه للاعتقال، هل يمكن أن يتورع عن قتله؟ أترك الجواب لك.
إنها مسألة تصفية جسدية لكل هؤلاء المسلمين وأنا أنقل لك أيضا شاهداً من أهلها، فلا أتحدث أو يتحدث غيري من منطلق عاطفة أخوية أخذتنا تجاه إخواننا؛ بل نترك الحديث لهؤلاء ليتكلموا، فقد نشرت جريدة اليوم في عددها رقم [7062] مقالاً بعنوان (وشهد شاهد من أهلها) هذا هو عبارة عن حوار أجرته مجلة ألمانية اسمها دورش بيجن مع قائد ميليشيات الصرب في البوسنة عن الحرب الدائرة هناك، فقال -واسمع ماذا قال-: (المسلمون يجب أن يختفوا تماماً، أنا أؤيد النازين الجدد في ألمانيا الذين يقومون بقتل المسلمين من الأتراك وغيرهم في المدن الألمانية) ثم بعد ذلك قال: (بعد القضاء على المسلين في البوسنة سننتقل إلى كوسوفو للقضاء على المسلمين الألبان هناك) وإليك نص الحوار: الجريدة تقول له أو المجلة: (كم من المسلمين قتلتهم أنت شخصياً خلال هذه الحرب؟ قال: -واسمه فوشتيك -: قتلت مئات كثيرة، كذلك قمت شخصياً بإطلاق الرصاص على الأسرى المسلمين للقضاء عليهم.
المجلة: المعاهدات الدولية تحرم قتل الأسرى -أسرى الحرب- ألا تعرف ذلك؟ فوشتيك يقول: لا نملك سيارات لنقل الأسرى، لذلك أسهل طريقة وأرخصها التخلص منهم فوراً بالقتل، مثلاً في شهر يوليو كشفنا مخبأ يختفي فيه [640] شخصاً بعد أن دلنا عليه بعض الأسرى الذين قمنا بتعذيبهم، كان أسرع وأسهل وسيلة هي قتلهم بالرصاص والتخلص منهم.
المجلة: ألم تفكر في ذلك؟ قد تقدم يوماً للمحاكمة كمجرم حرب؟ فوشتيك يقول: أنا لا أقتل النساء والأطفال، ولكن أقتل كل قادر على الحرب، ومن لا أقتله أقوم بخرق عينيه، نحن نستخدم وسائل متعددة للحصول على المعلومات من الأسرى، منها: تهشيم أياديهم بوضعها في مكبس لتكسيرها ببطء، حتى يعترفوا بما نريد الحصول عليه من المعلومات.
المجلة: ما هو الهدف من هذه الحرب؟ فوشتيك: الهدف القضاء على المسلمين، فالمسلمون في أوروبا يجب أن يختفوا تماماً، إن على المسلمين في البوسنة إعلان تحولهم عن الإسلام، وأن يصبحوا صربيين أو كروات، أما الخيار الثالث فهو الموت) أسألكم أيها الإخوة: هل يملك المسلمون في بلادهم -مثقفوهم، علماؤهم، حكامهم -هل يملكون الوضوح في البراءة من النصارى واليهود والمشركين مثلما يملك هذا القائد الصربي في موقفه الواضح والصريح من المسلمين؟! إنه مجرد سؤال! بعد ذلك تقول له المجلة: (من الذي يموِّل قواتكم؟.
قال: الصربيون بالطبع، ولمعلوماتك (99%) من المتطوعين هنا هم جنود صربيون يأتون إلينا من بلجراد.
المجلة: لاحظنا وجود حروف (سي سي) على ملابس جنودكم فهل لهذا علاقة بقوات العاصفة النازية؟ القائد يقول: إنها تعني باختصار نور الصرب والملابس نفسها نحصل عليها من قتل الجنود المسلمين، ثم نصبغها بعد ذلك باللون الأسود! المجلة: هل يعني ذلك أنكم ستحولون الحرب إلى كوسوفو؟) وكوسوفو هذه سنتحدث عنها بعد قليل إقليم تابع للصرب يوجد به أغلبية مسلمة ألبانية.
(سألته المجلة: هل يعني ذلك أنكم ستحولون جبهة الحرب إلى كوسوفو حيث يوجد مسلمون ألبان؟ قال: هناك ثأر بيننا وبين المسلمين الألبان في كوسوفو، وسوف نقوم بطردهم، ومن يريد البقاء سنقتله، لا نريد مسلمين بيننا أو حتى في أوروبا كلها) هذا هو الحوار بنصه وفصه كما صرح به في وقاحة قائد صربي دون أن يخشى محاسبة ولا مساءلة من أحد! إنني أعيد عليكم مرة أخرى أن هذا الكلام ليس كلام خطيب متحمس من خطباء المسلمين، ولا مقالاً نشر في صحيفة إسلامية، إنه مقابلة صحفية أجرتها مجلة ألمانية شهيرة وموثقة مع قائد صربي، ونقلتها، ونشرتها بحروفها وألفاظها وعباراتها.