نعود بعد هذا الاستطراد إلى الحديث الأصلي الذي كنا بصدد تخريجه من مصادره الأصلية، طبعاً وصلنا في سنن الترمذي إلى الباب الذي نريد، وهو في الجزء الثاني صفحة [309] فنفتح الجزء الثاني، صفحة [309] نجد اسم الباب الذي نريد -أيضاً- وهو [باب ما جاء في قراءة الليل] وهذا الباب بهذا العنوان هو نفس العنوان الموجود في كشاف التحفة، أي اختلف الرقم، لكن عنوان الباب لم يختلف، ثم نرجع إلى رقم الحديث الذي أحالنا إليه محقق التحفة، فنجده الحديث الأول، ورقم هذا الحديث في سنن الترمذي [447] .
يقول الإمام الترمذي: {حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا يحي بن إسحاق، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي قتادة: {أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـ أبي بكر: مررت بك وأنت تقرأ، وأنت تخفض من صوتك، فقال: إني أسمعت من ناجيت، قال: أرفع قليلاً، وقال لـ عمر: مررت بك وأنت تقرأ، وأنت ترفع صوتك، قال: إني أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان، قال: اخفض قليلاً} .
قال: وفي الباب عن عائشة وأم هانئ وأنس وأم سلمة وابن عباس، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب ,وإنما أسنده يحي بن إسحاق عن حماد بن سلمة وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت عن عبد الله بن رباح مرسلاً، انتهي كلام الترمذي، وهو ما نجد أن الحافظ المزي رحمه الله قد نقله بنصه في كتاب التحفة، هذا هو الحديث الذي نريد وبذلك نكون خرجنا هذا الحديث من المصدرين الذين أحالنا إليهما المزي، وحدد الإحالة محقق التحفة، عبد الصمد شرف الدين، حيث وجدناه أولاً: في سنن أبي داود، ثم وجدناه ثانياً في سنن الترمذي.
ولو فرض أن الحديث نسب -مثلاً- إلى سنن النسائي، أو ابن ماجة، أو غيرهما، لاستطعنا الوصول إلى موضعه في هذه الكتب، بنفس الطريقة التي استطعنا الوصول بها إلى الحديث في سنن أبي داود، ثم في سنن الترمذي هذه هي الطريقة التي يمكن أن يسلكها الباحث.