كيف يتغلب الباحث على الاختلاف الشاسع في التبويب والترقيم

وقد يقول قائل: كيف أتغلب على هذه المشكلة؟ فأقول: الأمر سهل وممكن، فأنت حين يحيلك المزي في التحفة، إلى باب من أبواب كتاب المناقب، ثم يعطيك المحقق رقم هذا الباب، وقد يعطيك رقم الحديث داخل الباب، اكتب رقم الباب من كتاب المناقب في ورقة، واكتب رقم الحديث بعده، ثم انتقل إلى كتاب الكشاف وانظر كتاب المناقب، من فهرس سنن الترمذي في الكشاف ما هو اسم الباب الذي أعطاك رقمه؟ ولنفترض أن المحقق عبد الصمد شرف الدين أعطاك رقم [33]-مثلاً- ارجع إلى الكشاف صفحة [299] سوف تجد أن رقم [33] [باب لو كنت متخذاً خليلاً؛ لاتخذت أبا بكر خليلاً] هذا الباب، لو رجعت إلى سنن الترمذي لما وجدته فيه مبوباً، بل لو اعتمدت على الرقم فقط، دون أن تنقل اسم الباب، ثم ذهبت إلى سنن الترمذي كتاب المناقب، وفتحت الباب رقم [33] وهو في الجزء الخامس صفحة [664] الجزء الخامس صفحة [664] لوجدت الباب رقم [33] باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت، وأُبيّ وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم، في حين أن الحديث الذي تطلبه أنت، هو في مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

فهنا نكتشف مرة أخرى ضرورة الاعتماد على اسم الباب مع رقمه، فخذ اسم الباب من الكشاف مع رقمه، فإذا أحالك على الباب رقم [33] ذهبت إلى الكشاف، فوجدت أن الباب رقم [33] [باب لو كنت متخذ خليلاً] .

إذاً هو في باب في مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبإمكانك أن تعرف من الأبواب التي قبله، ومن الأبواب التي بعده في الكشاف، بإمكانك أن تعرف مظنة وجود الحديث في سنن الترمذي، فتذهب إلى مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، في سنن الترمذي، فتجد بعدما تجد في الفهرس مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفتح على صفحة [606] من كتاب المناقب وهو في الجزء الخامس والأخير من سنن الترمذي، في صفحة [606] تجد باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فكم يا ترى رقم هذا الباب؟ ستجده أيضاً أمامك باب رقم [14] .

إذاً: الباب لا يحمل رقم [33] كما هو في كشاف التحفة، بل يحمل رقم [14] وتجد داخله أحاديث منها الحديث الذي تريد والذي بوب عليه في كشاف التحفةبعنوان: [باب لو كنت متخذ خليلاً] في حين أن الباب الذي يحمل رقم [33] في سنن الترمذي، وافتح عليه صفحة [664] في نفس المجلد وهو مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت إلى آخره، هذا الباب مع أن رقمه في سنن الترمذي، [33] تجد رقمه في التحفة بالمقارنة [606] .

وهذا يؤكد لنا أن هناك فرقاً واضحاً بين الكتب الأصلية، وهذا الفرق ليس مطرداً بالضرورة، فقد لا يوجد فرق، ولكن قد يوجد الفرق بين الأبواب في فهارس الكتب الأصلية، وبين الأبواب التي أعطاك رقمها محقق التحفة، وهذا الفرق يرجع كما ذكرنا إلى أحد أمرين:- الأمر الأول: أن يختلف ترقيم المحقق، كما ذكرنا ذلك في سنن الترمذي، كتاب الصلاة.

الأمر الثاني: أن توجد أبواب في كشاف التحفة ليست موجودة في الكتاب الأصلي المطبوع، أو العكس توجد أبواب في الكتاب الأصلي المطبوع سنن الترمذيأو غيره ليست موجودة في التحفة، وأنا مثلت بأمثلة كلها من سنن الترمذي المطبوع، وإنما قصدت بهذه الأمثلة أن أوضح الفرق جلياً، وإلا فهذه الأمثلة التي مثلت لها قد لا توجد بنفس الحجم وبنفس الصورة في بقية الكتب الأخرى، بل قد يوجد في كثير من الأحيان تقارب شديد، أو حتى قد يوجد تطابق بينما في التحفة وبين الكتاب الأصلي، ولكن عملية أخذ اسم الباب من الكشاف لا تكلفك هنا شيئاً كثيراً، ولذلك ينصح بعد أخذ رقم الباب بأخذ اسمه من كشاف التحفة، وأن يدرك الباحث موضوع الحديث، بحيث يستطيع من خلال ذلك كله، أن يعثر على الباب بكل سهولة ويسر -إن شاء الله تعالى- وهناك أيضاً تفاوت وتقديم وتأخير -أحياناً- في الأبواب، لكنه ليس بنفس الحجم الموجود فيما ذكرنا من تفاوت الأبواب وزيادتها ونقصانها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015