ما يكون فيه مضاهاة لمقام الألوهية

ما يكون فيه مضاهاة لمقام الألوهية, وذلك أننا نجد بعض الناس قد يسمي نفسه باسم لا يجوز إلا لله تعالى, مثل: (ملك الملوك) أو (شاهٍ شاه) كما عند العجم وعند الفرس, وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن أخنع اسم عند الله تعالى رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله} , , فهذا أخنع وأحط وأذل اسم عند الله عز وجل بأن يسمي رجل نفسه بملك الأملاك, أو ملك الملوك, وذلك لأن في هذا منازعة لله عز وجل في ملكه وحكمه.

قال سفيان: وذلك مثل: (شاهٍ شاه) وقد تعجب بعض الرواة كيف أن سفيان - رضي الله عنه ورحمه - يفسر الكلمة العربية بكلمة أعجمية؟! الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {ملك الملوك} وسفيان يقول: مثل (شاهٍ شاه) !! والجواب على ذلك: أن سفيان رحمه الله مثَّل بلقب كان موجوداً في عصره ومشتهراً, حتى يقرب الأمر للناس, ولذلك نحن الآن عندما يقال ملك الملوك لا نعرف لأننا لا نعلم أن أحداً يتسمى بهذا في هذا العصر, لكن (شاهٍ شاه) نفهمه جيداً أننا نعرف أن ملك الفرس الهالك كان يسمى بشاهٍ شاه يعني: (ملك الملوك) (ملك الأملاك) ولذلك الله عز وجل وضعه, وأذله في الدنيا, كما وعد الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد ألحق بعض أهل العلم كما ذكر الإمام ابن القيم في مواضع من كتبه منها: زاد المعاد في الجزء الثاني, ألحق بذلك التلقب بأمير الأمراء, أو حاكم الحكام , أو قاضي القضاة , حتى أن الإمام ابن القيم قال في بعض أهل العلم: لا يصلح أن يسمى بقاضي القضاة إلا من يقضي بالحق, وهو خير الفاصلين, وإلاَّ {فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [غافر:68] , وهو: الله عز وجل، وإن كان بعض أهل العلم تسامحوا في ذلك, حتى أنك تجد في تراجم بعضهم فلان قاضي القضاة, وقد يكون قاضي قضاة البلد الفلاني, فيقولون قاضي قضاة مصر, أو قاضي قضاة الشام, أو ما أشبه ذلك, لكن علماء آخرين ألحقوها بالألقاب المكروهة التي فيها مضاهاة لـ (ملك الملوك) و (شاهٍ شاه) وما أشبهها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015