النوع الثاني من الألقاب المكروهة والممنوعة ما فيه تزكيه مطلقة لصاحبه مثل من يتلقب بالمتقي, أو التقي, أو المطيع, أو الراشد, أو الرشيد, أو الراضي, أو المحسن, أو المنيب, أو ما أشبه تلك, فإن في هذه الألقاب تزكية مطلقة لصاحبها ولذلك ذكر جماعة من أهل العلم النهي عنها, أما إطلاق هذه الألقاب على الكفار فلا شك أنها لا تجوز، فبعض الناس يطلق مثل هذه الألقاب على الكفار.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن أمر يشبه هذا، قد روى أبو داود في سننه والبخاري في الأدب وابن السني والبيهقي في شُعَب الإيمان وغيرهم, عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تقولوا للمنافق سيدنا؛ فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز وجل} .
وهذا الحديث سنده صحيح، وفيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يطلق لفظ (سيد) على المنافق, ومثله الفاسق المظهر للفسق, ومع الأسف أن كثيراً من الناس أصبحت هذه الكلمة دارجة عندهم يقولون يا سيد أو يا سيدي على كل من لا يعرفونه بَرَّاً كان أو فاجراً, مؤمناً كان أو كافراً, وهذا الإطلاق بهذه الصورة غير سائغ, لا يجوز إطلاقه على الكافر ولا على المنافق, ولا على الفاسق المظهر للفسق, فمن باب أولى لا يجوز أن نُطلق على الكافر فنقول له مثلاً الرشيد, أو المنيب, أو التقي, أو المتقي, أو ما أشبه ذلك, لا يجوز لأن ذلك من الكذب الصراح البواح.