التربية على الاقتصاد في المعيشة والإنفاق في سبيل الله

الأمر الثاني: تربية النساء على التواضع والاقتصاد في المعيشة، وبذل ذلك في سبيل الله عز وجل، وهذا أمر كبير جداً من أمور التربية على الجهاد، ومن الأمثلة القريبة: نحن نعلم أن كثيراً من النساء موظفات في مدرسة أو إدارية أو في أي مجال من المجالات، والمرأة تأخذ راتباً مثلما يأخذ الرجل في هذه البلاد، فتأخذ راتباً كراتب الرجل، فالمدرسة قد تستلم أحياناً عشرة آلاف ريال شهرياً، وفي الوقت نفسه المرأة مخدومة وليست مطالبة بأن تنفق على المنزل، ولا تشتري البضائع والسلع، ولا أن تشتري الملابس، حتى ملابسها -هي- الزوج مطالب بتوفيرها، وهذا والله من الأمور العجيبة، رأينا في أمريكا أن المرأة تأخذ (60%) فقط من راتب الرجل، مع أنها تعمل مثل عمله، بل أكثر من عمله أحياناً، وفي دخان المصانع وضجيجها وتعبها، ومع ذلك ليس لها من الراتب إلا (60%) فقط، ومع ذلك يدعون مساواة المرأة بالرجل!! أما في هذه البلاد فالمرأة تأخذ كراتب الرجل، مع أنها قد تتمتع بإجازات معينة ولها صلاحيات كثيرة، والمقصود مع ذلك كله أن المرأة تعطى كل هذا الراتب ويقال لها -شرعاً وديناً- أنها ليست مطالبة بالإنفاق على البيت، حتى الملابس التي تحتاجينها زوجك مطالب بأن يوفرها لك، كذلك ملابس الأطفال والأطعمة.

إذاً: هذا المبلغ الضخم الذي تأخذه المرأة ماذا تصنع به؟ لقد رأينا وسمعنا كثيراً من النساء أنها تتبذخ بهذا المال، وتضرب به يمنة ويسرة، ولأنها ليس لها هدف معين؛ فإنها قد تسرف في هذا المال وتصرفه لغير طائل في كماليات وفي أمور لا قيمة لها، بل أحياناً في أمور محرمة! إذاً: فلماذا لا نربي المرأة على أن يكون الجهاد بالمال في سبيل الله من أعظم مهماتها؟ فإنها تستطيع أن تجاهد بالمال ما لا يستطيع الرجل، لأن الرجل راتبه -مثلاً- عشرة آلاف ريال، لكنه بحقوق البيت، وبحاجيات المنزل، ومطالب بتموين السيارة، وبالسكن، ومطالب بأشياء كثيرة؛ ولذلك ربما لا يستطيع أن ينفق شيئاً، لكن المرأة تستطيع أن تنفق كل أو جل راتبها في سبيل الله عز وجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015