أولها: إعداد أمهات صالحات، وتغذية أرواحهن على حب الإنجاب، وتربية الأولاد في طاعة الله عز وجل، وملء نفوسهم بمعاني الجهاد، فإن الأم كما قال حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ما بالك بأم تربي ولدها على الجهاد، وتملأ قلبه بروح الاستشهاد وحب القتل في سبيل الله عز وجل، ولعلنا أمام مثال واقعي حي، وهو ما نشاهده ونسمعه الآن فيما يسمى بأطفال الحجارة، إن الذين يقاتلون في فلسطين الآن أطفال بعضهم في سن السادسة والسابعة والثامنة، فقولوا لي: من الذي غرس في نفوس هؤلاء الأطفال بغض اليهود؟ من الذي غرس في نفوس هؤلاء الأطفال حب الجهاد في سبيل الله؟ ومن الذي جعل الطفل الصغير يميز هذا يهودي عدو لك، ولا بد أن تخرجه من أرضك، ولا بد أن يحكم الإسلام بلادك؟ لا شك أنهن الأمهات، ولذلك أعظم خطر يزعج إسرائيل الآن كما تقول التقارير الغربية، هو أن الشعب الفلسطيني هو أكثر شعوب العالم الإسلامي تكاثراً وتناسلاً، ولذلك يبذلون جهوداً كبيرة من أجل تقليل النسل، بل إنهم يقومون بمحاولات مستميتة بما يسمونه بالتعقيم؛ لأن اليهود يقولون: إن المرأة الفلسطينية الآن "عش الزنابير".
المرأة الفلسطينية الآن أصبحت مثل العش الذي يخرج زنابير تلسعنا وتلدغنا وتضربنا بالحجارة، فلا بد من تعقيمها بحيث تصبح عقيماً لا تلد، أو على الأقل تقليل الإنجاب وتحديد النسل بكل وسيلة، وأعظم خطر هو ما يسمونه بخطر الانفجار السكاني للشعب الفلسطيني، حتى في إسرائيل نفسها مع التهجير والقتل ومحاولة إبعادهم بكل وسيلة.
إذاً: دور الأم دور كبير؛ لأننا الآن نجد أنفسنا أمام ألوف مؤلفة من الناس بلا دين، أوعقيدة أو هم أو هدف؛ لأنه تربى على أن همه لقمة العيش وكسرة الخبز، وممكن أن نجد أنفسنا أمام عدد ولو قليل ممن تربوا في أحضان أمهاتهم على معاني الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، وعلى أيدي هؤلاء يكون نصر الأمة.